تأسست منظمة الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية في 19 ماي 1975 وهذا بعد قرار من الرئيس هواري بومدين رحمه الله بضم كل الشباب الجزائري في تصور واحد و اوحد حتى يساهموا بشكل اجابي في معركة البناء و التشييد التي اتخذها الرئيس انا ذاك ، واهم فئات الشباب الذين شكلوا انطلاقة الاتحاد نذكر منهم شبيببة جبهة التحرير الوطني ، شباب الهلال الاحمر الجزائري ، الكشافة الاسلامية الجزائرية ، الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين .
كشفت "وثيقة" سرّ الإنكسار التي وقعت فيه قيادة الثورة في 1962 بسبب صراع الذي كان بين القيادة الروحية المتمثلة في جبهة التحرير الوطني و القيادة المسلحة التي تمثل الجيش و كيف أزاح هذا الأخير جبهة التحرير الوطني و أخذ مكانها عنوة و الظروف التي جاء فيها بوضياف الى الجزائر و إحيائه الحزب العتيد الذي هو "نجم شمال افريقيا" باسم "التجمع الوطني الديمقراطي"
وتأتي هذه الوثيقة في إطار إحياء الذكرى الـ: 17 لإغتيال الرئيس محمد بوضياف ، و هو كتاب تحت عنوان "ثورة العلم من ابن خلدون الى ابن باديس" لصاحبته زهور أسعد دار هومة للنشر ، و المطلع على مضمون الكتاب يدرك أن غلاف الكتاب لا يتطابق و المضمون ، بحيث صبت الكاتبة جام غضبها و حقدها على قيادات الثورة و نعتهم بالخونة و المتقاعسين و على رأسهم بومدين، بن بلة ، آيت احمد و حتى محمد بوضياف الذي كشفت أنه المؤسس الأول للتجمع الوطني الديمقراطي و المجدد للحزب العتيد الذي هو نجم شمال افريقيا.
تؤكد الوثيقة أن الإنكسار الذي وقعت في جبهة التحرير الوطني جعلت قادة الثورة ينقلبون على أنفسهم و دخلت جبهة التحرير باب المعارضة بدءًا من حزب الثورة الإشتراكية و من الأشخاص التي ذكرتهم الوثيقة " بن بلة" كاشفة بأنه هو الذي حبك خيوط الفتن و رمى بها على مناضلي جبهة التحرير الوطني ليضلل بها المناضلين المخلصين لجبهة التحرير الوطني و منهم "حسين آيت احمد" الذي وقع ضحية هذا التضليل و انقلب على الجيش، كما تكشف الوثيقة الدور الذي قام به الرئيس الراحل هواري بومدين، بأنه خدم الجزء المادي للثورة المتمثل في الجيش التي انتهت مهمته في 1962 و أهمل الجزء الروحي للثورة الذي هو جبهة التحرير الوطني لتؤدي دورها السياسي في التحرر المعنوي جعل مهامها تتوقف من 62 الى 88 وهي المدة التي توقف فيها استقرار البلاد ووصلت الى الإنفجار.
هذا الإنفجار حسب ما ورد في الوثيق سببه هو سياسة بومدين الإنفرادية و سياسة آيت أحمد التائهة ، و كان الصراع الدائر بينهما مجرد تعنت صبياني و ليس عداءً مقيتًـا ، و أن المؤامرة حيكت ضد "بومدين" و لفقت على ظهره دون أن يدركها و يزيح الشبهة عن نفسه، انتهت باستعصاء الحوار بين بومدين و آيت أحمد، و كانت ثمرة هذا الصراع تسلل بعض الخونة الى البلاد و دخللوا تحت ستار "الصّحوة" بعد انتكاسات الثورة العربية في مصر و طبقوا سياسة الأرض المحروقة في فترة التسعينيات، و تشير الوثيقة أن أحداث هذه الفترة تعود جذورها الى أسباب تاريخية و تعنت قادة الثورة و اتخاذ آيت أحمد سياسة المعارضة التي كانت الشرخ بعينه ، و التئام هذا الشرخ هو في يد هذا الزعيم لو راجع حساباته باعتباره القائد الفعلي لجبهة التحرير الوطني.
ما ركزت عليه الوثيقة هو الدور الذي قام به محمد بوضياف في تجديد "نجم شمال افريقيا" وعودته الى الساحة السياسية باسم "التجمع الوطني الديمقراطي"، هذه العودة التي أمضت ببصماتها التاريخية تجديد "الحزب العتيد" الذي هو "نجم شمال افريقيا" و كان محمد بوضياف الذي كان يكن حقدا كبيرا على جبهة التحرير الوطني أول من نادى بتجمع وطني ديمقراطي، حيث انبعث هذا الحزب من "النقابة" المتمثلة في القوة الشاغلة تحت اسم "الإتحاد العام للعمال الجزائريين" لإحياء الحزب العتيد الذي كان قد أنشئ خارج البلاد في الحقل الصناعي في اوروبا من طرف عمال الصناعة، و كان بمثابة القاعدة الإقتصادية للبلاد.
وكان محمد بوضياف قبل وفاته يرى أن فكرة انبعاث الحزب العتيد فكرة يفرضها التاريخ و لا تماطل فيها، و مثلما تم التوقيع على جبهة التحرير الوطني في 1954 لقيادة الثورة المسلحة و تحقيق النصر ، جاء اليوم الدور على إحياء الحزب العتيد الذي هو نجم شمال افريقيا ليوقع دوره لقيادة الثورة الإقتصادية و تحرير الإقتصاد الوطني، و ذلك بإقامة التجمع الوطني الديمقراطي و تكون قاعدته "النقابة" الجزائرية الـ: ( UJTA ) إلا أنه كان يرى أن النجم لابد أن يجدد تحت غطاء آخر هو التجمع الوطني الديمقراطي، علما أن هذا الحزب حسب الوثيقة مستمد نظرياته و فلسفته من التيار "الماركسي" الذي يعتمد على علم الإختصاص و الوحيد الذي يقدر العلم، و كان يرى أنه على الحكومة الجزائرية اليوم أن تبني سياستها الإقتصادية في الإتجاه التقدمي.
إن مصدر هذا الحزب نبع من تيار عصري عالمي و هي الثورة الإشتراكية روح الثورة الصناعية، وككنت الجزئر حسب الوثيقة تعتبر التيار الإشتراكي ثمرة من ثمرات الحضارة الإسلامية و منه اسست حزب سياسي على مفهوم الثورة الإشتراكية و هو حزب نجم شمال افريقيا في فترة الثلاثينيات ، ومؤسسوا هذا الحزب هي الجماعة التي احتكت بأوروبا التي كانت السباقة في إنشاء الأحزاب الإشتراكية، و هو بمثابة حزب "العمال" إلا أن هذا الأخير بقي مجهولا بسبب الفراغ السياسي الذي اصبحت عليه البلاد بعد الإستقلال و الأزمة السياسية التي وقعت غداة الـ 62 الذي أضحت بدورها كارثة على المنهج الإقتصادي للجزائر
و تشخص زهور أسعد في كتابها قادة الثورة الذين خانوا جبهة التحرير الوطني و اتخذوا مفهوما خاطئا بتشكيل أحزاب معارضة خارجة على الجبهة و منهم بوضياف و ىيت احمد الأأمر الذي جعل الأفلان يعيش الخطر في بداية الـتسعينيات و ترك زمام أمور في يد مجموعة كانت تتستر بالدين أو كما سمتهم الطرقيين، و غض عنهم الطرف حتى استولوا على زمام الثورة، في حين بقيت فئة منطوية على نفسها و المتمثلة في "يوسف بن خدة"، و استغلت هذه المجموعة من الطرقيين هذه الأوضاع بعودتها الى عصر القبيلة و التعصب العرقي و إحياء الجهوية و أخرى دعت الى إحياء الوثنية الإغريقية، و طائفة آخرى كذلك تتستر بجمعية العلماء و هي زمرة من شيعة الخوارج تحت ستار " جبهة الإنقاذ" لتقضي على محمد بوضياف و تنفذ فيه جريمتها..