قال أن افتتاح مؤتمر "الأفلان" كان منبرا للحركات التحررية و الأحزاب التقدمية"
"مولود مزاودة" عضو مجلس وطني سابق و مندوب: المؤتمر
التاسع أعاد أدبيات المؤتمر الأول للجبهة
أكد مولود مزاودة عضو مجلس وطني سابق و مندوب المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني أن قياس النجاح و الفشل لأي محطة سياسية مرهون بتجديد الأهداف، لاسيما و المؤتمر التاسع للأفلان أعاد أدبيات المؤتمر الأول، ويؤكد مولود مزاودة أنه بين المؤتمرين الأول و التاسع محطات تاريخية و تجارب إنسانية مؤكدا أنه مهما تغيرت أساليب النضال فإن جبهة التحرير الوطني ما زالت تستقطب نجوم الممانعة و لا زالت منبرا إضافيا مدعما على الدوام للحركات التحررية من أجل تقرير مصير الشعوب
وصف مندوب المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني مكان وزمان انعقاد المؤتمر الأول لجبهة التحرير الوطني قائلا: لقد اجتمع الأولون في منزل متواضع في سفوح جبال "جرجرة" و في مناخ معاد لثورة و لأي اجتماع، و اجتمعنا نحن المندوبون في المركب الأولمبي و ملعب رياضي فسيح وفرت له جميع الإمكانيات خاصة الصوتية منها، كما اجتمع الأولون ممثلي الولايات بمنطقة "أزفون" تحت ضي الشموع تقاسموا فيما بينهم في أخوة مثالية ما تكرمت به العائلات المجاورة بمكان الاجتماع، و اجتمع مندوبو المؤتمر التاسع في الفنادق الفاخرة و النقل المريح نحو قاعة الاجتماع، فأنتج المؤتمر الأول بيانات و تخطيط و تحديد أهداف الثورة ، و اجتمع المندوبون في المؤتمر التاسع حول بيانات قد تكون متشابهة، و أهداف قد تكون رديفة ، و تخطيط عشوائي للمراحل المقبلة، و حسب مولود مزاودة الذي يعتبر من بين المناضلين القدامى في الحزب العتيد، و من الإطارات القديمة في اتحاد الشبيبة الجزائرية عرف كيف يجوب دهاليز السياسة من مختلف أبوابها و يعرف كيف يحل خيوطها حين تشتبك، فقد كان هذا الأخير أن المؤتمر التاسع كان تجمعا وطنيا للمناضلين الجبهويين المؤمنين بضرورة مواصلة المسار الذي انطلق مع بيان أول نوفمبر 54 و الذي تجسد من خلال جلسات المؤتمر الأول عام 1956، وقال مولود مزوادة إن المؤتمر الأول لجبهة التحرير الوطني الذي جمع كوكبة من الرعيل المقدس في ثورتنا و حزبنا اجتمعوا ذات صيف في أحضان منطقة "الصومام" ليجسدوا الانطلاقة الحقيقية لثورة و يعلنوا للكل أنهم مناضلون يحملون برنامج و أهداف و غايات، و اجتمعنا نحن مندوبو المؤتمر اليوم بعد أكثر من نصف قرن في قاعة أخرى أكبر و أفخم فماذا أنجزنا؟ فبعد أن أنجز الأولون تنظيم الثورة و تقسيم الوطن إلى ولايات و نواحي و قسمات، أنجز المؤتمر التاسع للأفلان يضيف مولود مزاودة اجترارا للأدبيات السابقة و تشكيل قيادات قديمة متجددة..
يضيف مولود مزاودة أنه بالعودة إلى المؤتمر الأول نرى أنه انبثقت عنه قيادة للثورة و الذين كان لهم الشرف لوجود أسمائهم ضمنها بالضرورة هم أعداء الاستعمار و بالضرورة يرى فيهم الاستعمار الخطر الذي يهدد جمهوريتهم، و يرى مزاودة أن هذه القيادة لم تنبثق عن معارك بالكراسي و لكن بالتراضي و التوافق، موضحا في هذا الصدد أن القيادة المركزية انتخبت في ظرف كانت أغلب الولايات تعيش على وقع المشادات و عدم رضا، عما اتسمت به ما يسمى "انتخابات" من بيع للذمم و الهمم، و هنا يقول عضو المجلس الوطني السابق يجعلنا نقف وقفة تأمل و تدبر في المؤتمر الأول لجبهة التحرير الوطني الذي كان بدون "بهرجة" و بدون مجاملات و بدون تزييف أو تنميق، و نقارنه بالمؤتمر التاسع الذي كان منبرا لرمي الورود و المزايدات على الطاعة و الولاء..
ويؤكد مولود مزاودة أنه بين المؤتمرين الأول و التاسع محطات تاريخية و تجارب إنسانية في التعاطي السياسي ما يجعلنا نتساءل أين نحن من أولئك؟ و هل هذا المؤتمر التاسع هو فعلا امتداد للمؤتمر الأول شكلا و مضمونا؟، كما يؤكد مولود مزاودة بصفته رئيس اللجنة الولائية لمساندة الشعب الصحراوي أن المقارنة بين المؤتمرين فُرِضَتْ علينا بعد النجاح الباهر للافتتاح التاريخي للمؤتمر التاسع وجود: الحركات التحررية و الأحزاب التقدمية، ووجود قوى الممناعة في الوطن العربي و العالمي، فضلا عن وجود رموز ثورية من داخل الوطن وخارجه كنا نحن المندوبون و لا زلنا نعتقد أنفسنا منهم..
ما يؤكده ي محدثنا هو أنه في جبهة التحرير الوطني مهما تغيرت أساليب النضال فإن جبهة التحرير الوطني ما زالت تستقطب نجوم الممانعة على حد قوله هو، و لا زالت منبرا إضافيا مدعما على الدوام للحركات التحررية من أجل تقرير مصير الشعوب، و يختم مولود مزاودة أن الحفاظ على هذا الموقع الهام في وجدان الثائرين في العالم يدفع كل مناضل غيور على جبهة التحرير الوطني إلى العودة للمنابع الطاهرة لبيان أول نوفمبر و ألأدبيات الحقيقية الأصيلة لجبهة التحرير الوطني منذ المؤتمر الأول إلى ما انبثق عنه المؤتمر التاسع ، و كذا العودة الإجبارية للأخلاق السياسية في تنظيم قواعد الحزب و يضع حدا نهائيا لشراء الذمم و بيع الضمائر و القضاء على سياسة "الشكارة"