تأسست منظمة الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية في 19 ماي 1975 وهذا بعد قرار من الرئيس هواري بومدين رحمه الله بضم كل الشباب الجزائري في تصور واحد و اوحد حتى يساهموا بشكل اجابي في معركة البناء و التشييد التي اتخذها الرئيس انا ذاك ، واهم فئات الشباب الذين شكلوا انطلاقة الاتحاد نذكر منهم شبيببة جبهة التحرير الوطني ، شباب الهلال الاحمر الجزائري ، الكشافة الاسلامية الجزائرية ، الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين .
موضوع: "زواج العار... بين التنصير والاستعمار"! 2/10/2010, 17:04
تؤكد الأنباء التي تتناقلها وسائل الإعلام الوطنية عن الحركة التنصيرية من حين لآخر حقيقتين قديمتين قدم الاستعمار الفرنسي في الجزائر.
* الحقيقة الأولى، ارتباط هذه الحركة بالحركة البربرية، حتى أنه يمكن القول، دونما حرج، أن البربرية كإيديولوجية (BERBERISME) هي من الآباء البيض وإليهم. وقد تفطّن الوطنيون ـ بمختلف مشاربهم ـ إلى هذا الارتباط الأبوي منذ مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي. 1 ـ فهذا الحاج مصالي يحدثنا عن صدور "الظهير البربري" بالمغرب عام 1930 قائلا: إن الاحتلال الفرنسي أصدر هذا المرسوم لمحو آثار انتفاضة الريف ـ بقيادة عبد الكريم الخطابي ـ من جهة، وفتح الطريق أمام بَرْبَرَة المنطقة كمرحلة أولى لتنصير 3/5 سكان المغرب من جهة ثانية"(1). 2 ـ وهذا عمار أوزڤان ـ الأمين العام السابق للحزب الشيوعي الجزائري ـ يكتب في يونيو 1952 ـ تحت عنوان: "الآباء البيض في خدمة الاستعمار الفرنسي"، منددا بما أسماه "زواج العار بين التنصير والاستعمار"، ومؤكدا بأن "الآباء البيض هم من أكثر أعوان الاستعمار حرصا على الاستثمار في البربرتية".. واستنكر في مقال سابق أن تساهم الولايات المتحدة الأمريكية ـ مع فرنسا ـ في هذا الاستثمار! فقد سلمت البحرية الفرنسية في ربيع 1952 طرادين يحملان اسم "عربي" و"قبائلي"! منبّها بالمناسبة "أن البربرتية الأيديولوجية رجعية وضعت لخدمة هذا التقسيم الأمبريالي". ولمزيد من التنبيه، استدل على ابتهاج صحيفة "ليكو دالجي" الاستعمارية المتطرفة، سنة 1950، بالتأسيس الوشيك لـ"حزب الشعب القبائلي".. للتذكير أن عناصر قيادية في حزب الشعب الجزائري ـ من منطقة جرجرة ـ يتقدمها واعلي بناي قامت بمحاولة في هذا الاتجاه قبل سنة، باسم "أيديولوجية" هجينة هي "البربرتية المادية" تقليدا "للمادية التاريخية" لماركس وانجلز! وتفاديا لما يمكن أن يحدث من خلط بين البربرية (الأمازيغية) والبربرتية، يلاحظ المناضل أوزڤان بحق "أن البربرية لغة وثقافة شيء، والبربرتية كأيديولوجية رجعية مناهضة للعرب والإسلام والوطن شيء آخر تماما".. ولا ينسى بالمناسبة أن يعبر عن خشيته من أن تؤدي "البربرتية إلى تبلور مواقف شوفينية انفصالية"(2) وقد ذكرنا المناضل رمضان بوشبوبة ـ المراقب العام لحركة الانتصار وأحد مؤسسي "اللجنة الثورية للوحدة والعمل" في مارس 1954 ـ ذكرنا بأجواء ما عرف آنذاك بـ"الأزمة البربرتية"، وكيف تصدى المناضلون الوطنيون لدعاة تلك البدعة الذين كانوا ينعتونهم "بالملاحدة المرتدين الذين يتستّرون على إلحادهم وردّتهم بالبربرتية"(3)... * الحقيقة الثانية، أن اللغة الفرنسية في الجزائر مشبعة بالقيم الكنسية، ورافد رئيسي للأيديولوجية الاستعمارية والبربرتية كواحدة من مشتقاتها... ومرجع ذلك، أن النخبة الفرنكفونية مرت بدرجة أو بأخرى عبر غربال الآباء البيض ومدارسهم الابتدائية والإكمالية... من الأمثلة على ذلك: 1 ـ أن المديرين الحاليين لأهم الصحف الصادرة بالفرنسية، "تخرّجوا" من إكمالية لافيجري بالمحمدية (الحراش).. 2 ـ أن بعض "ساستنا" ـ وأخصّ بالذكر عبان رمضان ورضا مالك وعلي هارون.. ـ يستعملون في كتاباتهم عبارة "URBI ET ORBI" اللاتينية، وهي عبارة يوصف بها قدّاس بابا الفاتيكان في المناسبات الدينية الكاثوليكية، ويقصد بها أن القداس موجه إلى حاضرة روما وإلى العالم أجمع.. والمفارقة هنا، أنني لم أقرأ هذه العبارة بقلم أي كاتب فرنسي بمختلف مشاربهم، أي أنها ليست متداولة في لغة الاستعمال المألوفة. 3 ـ قرأت أخيرا مذكرات الدبلوماسي والوسيط الأممي محمد سحنون حول فترة ثورة التحرير ومعاناته خلالها. وقد كتبها في قالب روائي، وضمّنها العديد من التأمّلات الفكرية حول السلوك الإنساني.. ومما جاء فيها: ـ أن ناحية الشلف ـ مسقط رأسه ـ بها آثار أقدم كنيسة رومانية في إفريقيا! ـ أن الأستاذ الكاتب أندري مندوز قال له: عليكم أنتم الجزائريون باستعادة القديس أوغيستين! مثل هذا الاهتمام بدا لي غريبا عن حساسية الإنسان المسلم بصفة عامة، فتساءلت: هل هو التودّد للنصارى الأقوياء من باب "الحنكة الدبلوماسية؟! أم هي "لوثة نصرانية" باختصار نتيجة التشبّع بالثقافة الفرنسية المشحونة في الجزائر بالأيديولوجية الاستعمارية والفكر الكنسي؟! كان المفروض أن يهتم أكثر بالآثار الإسلامية في ناحية مسقط رأسه، ويدعونا إلى استعادة بعض فلاسفتنا وكبار رجال الدين في المجال الثقافي العربي الإسلامي.. مثل هذه الشواهد وغيرها، تؤكد بكل وضوح أن مقولة "اللغة المحايدة" أكذوبة سافرة؛ ذلك أن أية لغة هي وعاء لحضارة وثقافة وديانة وتقاليد الشعوب التي تنطق بها وتتداولها. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ هوامش: (1) في مذكراته. (2) في كتاباته في مجلة "الشاب المسلم". (3) في مذكراته التي صدرت في الخريف الماضي عن دار "ألفا" (الجزائر).