أحداث تاريخية مؤلمة تبقى "عار" في جبين "فرنسا"

حتى لا ننسى..! كرونولوجية أحداث "أكتوبر"

كرونولوجية أحداث أكتوبر هي سلسلة من الوقائع التاريخية عاشها الشعب الجزائر و مجاهديه طيلة شهر كامل كانت مليئة بالبطولات مثلما كانت مليئة بالفجائع و المآسي نسردها في عددنا هذا حتى تبقى للأجيال القادمة و تكون مرجعا تاريخيا لهم و للأجيال التي تأتي بعدهم

مقدمة/

يرجع الملاحظون السياسيون الأحداث التي عرفتها الجزائر و ما تولد عنها من تدهور سياسية و اقتصادي و سحق للطبقة الوسطى هي التي أدت إلى حدوث الزلزال السياسي الذي وقع في 05 أكتوبر 1988 و هذا يعني أن كل المآسي التي حدثت في الجزائر المستقلة ترجع أسبابها إلى الحركات الوطنية التي قادت معارك التحرير من خلال ترديد عبارة ( منذ 26 سنة) خاصة و هذه الأحداث كانت السبب كذلك في ظهور ما يسمى بـ: " العشرية السوداء" التي امتدت منذ 1992، و إذا كان العمق التاريخي يبين خصوصية بلد معيّن كما يقول المؤرخ هشام جعيط، فتعالوا معنا في هذه الرحلة( التاريخية، السياسية، و الفكرية) تحت عنوان ( حتى لا ننسى.. كرونولوجية أحداث أكتوبر) و هي سلسلة من الوقائع التاريخية عاشها الشعب الجزائر و مجاهديه طيلة شهر كامل لنقف على عظمة هذا البلد و شعبه الأبيّ و صمود أبنائه و رجاله المخلصين الذين وقفوا في وجه الحكومة الفرنسية بجيشها و أسلحتها الفتاكة و لم يبدلوا تبديلا إلى غاية الاستقلال، فما يميز شهر "أكتوبر" عن باقي الشهور الأخرى هو أنه تعددت فيه الأحداث بمختلف مضامينها و أشكالها..

24 أكتوبر 1871 :

في مثل هذا الشهر من سنة واحد و سبعون و ثمانمائة و ألف تم تنصيب " كريميو" اليهودي نائبا مقبل السلطات الفرنسية عندما منحت الجنسية الفرنسية لليهود و شجعت الأوروبيين على الهجرة إلى الجزائر و كانوا معظمهم من مجرمي اسبانيا و فرنسا و عددهم 380 ألف مستوطن اقتطعت لهم ألأراضي مجانا و مدت لهم الأموال و القروض لاستغلالها، و امتلكت الحكومة الفرنسية حسب المصادر التاريخية 11 مليون هكتار عرفت بالأراضي " الأميرية"، و سلبت ثلاثة أرباع أراضي الأهالي حسب قانون فارني و مارتن، و جاء في تقرير لجنة افريقيا سنة 1833 اعتراف الحكومة الفرنسية بتأجيرها مباني عمومية للجزائريين و طلبت منهم أن يدفعوا ثمنها مسبقا ففعلوا، ثم في الغد قامت بتهديم تلك المباني و لم تتوقف عند هذا الحد بل انتهكت مساجد المسلمين و قبورهم بكل وحشية و بربرية، و قد قال الشيخ المقراني رحمه الله في هذه الأحداث قولته الشهيرة: " لا خير في بلد يفعل فيها يهودي ما شاء"..

17 أكتوبر 1948 : انتخاب مجلس الجمهورية

لم تكن الحرب العالمية الثانية في هذا اليوم من سنة ثمان و أربعين و تسعمائة و ألف تضع أوزارها حتى امتد نشاط حزب الشعب الجزائري إلى مختلف المناطق بالتراب الوطني، و من بينها منطقة وادي سوف، و حسب الروايات التاريخية فإن الشهيد العربي بن مهيدي كان كثير التردد على هذه المنطقة و رفع حالة الحكم العسكري عن وادي سوف بمقتضى دستور 1947، و هو الذي مكن حركة انتصار الحريات الديمقراطية من أن تؤسس لها فرعا عبر مختلف مناطق البلاد و تعتمد قائمة انتخابية لانتخاب مجلس الجمهورية في 17 أكتوبر 1948، كانت قائمة المترشحين تضم أعضاء بارزين يزيد عددهم عن 32 عضوا، و أثناء انتخابات المجلس الجزائري جاء وفد من حركة انتصار الحريات الديمقراطية إلى منقطة الجنوب ، من بينهم عبد الحميد مهري و اعتمدوا أحمد ميلودي ضد مرشحي السلطات الفرنسية..

23 أكتوبر 1958:

هو التاريخ الذي أعلن فيه ديغول ما اسماه بـ: " سلم الشجعان" LA PAIX DES BRAVES حيث دعا الثوار إلى وضع السلاح دون شروط، و أراد من هذا الإعلان إحداث انشقاق بين الثوار و زرع الشك بينهم و عزل الداخل عن الخارج، كذلك إرغام الحكومة المؤقتة على التفاوض مع فرنسا، و قد جاء "مشروع قسنطينة" بناء على التصريح الذي أدلى به ديغول في 03 أكتوبر 1958 لإبعاد الشعب الجزائري عن الثورة و دفع جبهة التحرير الوطني إلى الاستسلام، بعدما تيقن أن القضية الجزائرية مدعمة بقوة في المحافل الدولية منذ مؤتمر باندونغ بإندونيسيا عام 1955 و المؤتمرات الآفروآسيوية و التفاعل ألإيجابي من قبل هيئة الأمم المتحدة التي ناقشت القضية الجزائرية في العديد من جلساتها..

كما أن إعلان ديغول عن سلم الشجعان يأتي بعد تيقنه كذلك بالتفاف الشعب الجزائري حول الثورة و قيادتها( جيش و جبهة التحرير الوطني) و قرارهم مواصلة الكفاح المسلح من أجل الاستقلال الكامل، آنذاك عملتن جبهة التحرير الوطني على التصدي لسياسة ديغول بتنظيمها المظاهرات الشعبية حاملة شعار "الجزائر مسلمة مستقلة"..

17 أكتوبر 1961 :

فيه خرجت الجالية الجزائرية بفرنسا إلى شوارع باريس في مظاهرات حاشدة تنديدا بالقمع الفرنسي و تأييدا للثورة المباركة، لم تكن هذه المظاهرات وليدة الصدفة بل كانت تعبيرا صادقا على وعي الشعب الجزائري إزاء قضيته الوطنية ، تمكن من خلالها المهاجرون الجزائريون زعزعة الكيان الفرنسي و تركيعها، و تمكنت جبهة التحرير الوطني من توسيع رقعة نشاطها بفضل التنظيم المحكم، و احترام التعليمات الني أوكلتها لفدراليتها بفرنسا، و تمكنت هذه المنظمة كذلك من القيام بعدة عمليات مسلحة ضد قطاعات حيوية فرنسية و تنظيم مظاهرات متخذة من باريس العاصمة نقطة انطلاقها شاركت فيها العديد من الفئات يفوق عددهم عن الـ: 60 ألف متظاهر، سقط فيها قرابة 1500 قتيل و فقدان 800 شخص ألقي بهم في قنوات المياه القذرة و في نهر السين و البحر، مع إصابة 7000 متظاهر بجروح خطيرة، و ذلك من أجل رفع التجول و فك قيود الرقابة البوليسية على تحركاتهم العادية و ما يلقونه من ظلم و قمع في بلد يرفع شعار العدالة و الأخوة و المساواة و المناداة بالجزائر دولة مسلمة مستقلة

05 أكتوبر 1988 :

ربما هذه الأحداث التاريخية و السياسية هي التي فجرت الساحة الداخلية بعد الاستقلال و الأسباب الرئيسية التي دفعت بالجماهير الشعبية إلى الخروج إلى الشارع و التعبير عن غضبها بشدة باستعمال وسائل التخريب و التكسير في الخامس من نفس الشهر من سنة ثمانية و ثمانون و تسعمائة و ألف و هي ما سميت بـ: "أسبوع الإجهاض" و هو حتمية سياسية كانت نتيجة الصراعات على السلطة، و منه تم الإعلان عن التعددية السياسية في ظل الديمقراطية، و التي كانت بدورها العامل الرئيسي لدخول الجزائر في أزمة سياسية طيلة 10 سنوات سميت بالعشرية السوداء، حتى جاء مشروع المصالحة الوطنية الذي أعاد المياه إلى مجاريها الطبيعية..

شكرا

» خمس "معالم" تاريخية ببلدية ديدوش مراد هدمها "الإرهاب"
» "الأمين العام" لحزب جبهة التحرير الوطني: "الدم" الجزائري مقدس عند الجزائريين
» "عميروش" أوصل صوت "الثورة الجزائرية " إلى.. " أمريكا"
» "مزالق" وقع فيها بعض "المقرئين" فأساءوا إلى "القرآن"
» مؤتمر "الآفلان" الجامع بين جيل "الثورة" و جيل "المستقبل"