وبوتفليقة حفظ له الشرف استكمال لــمّ الشمل ودعــــم الرئيس
يقتضيـــان بقـــاء بلخـــادم·
يوصف عبد العزيز بلخادم
الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني بأنه رجل توافقي تعدى بعلامته المسجلة
سياسيا حدود الحزب العتيد ليشكل شعرة ميزان في توازنات جزائرية، بما يحظى من القبول
في المجتمع ابتداء والطبقة السياسية تباعا وفي حزبه أصالة وذلك حتى في أشد الفترات
التي مرت على الحزب العتيد وبالأخص بعد الانفتاح السياسي حين اتخذ شماعة علقت عليه
كل مشاكل الجزائر·
وطابع الشخصية التوافقية التي أضحت لبوسا سياسيا لعبد
العزيز بلخادم جعلت عودته إلى الحلبة السياسية بعد اعتلاء الرئيس بوتفليقة سدة
الحكم في ,99 سلسة ناعمة رغم مرحلة عبور الصحراء المعروفة ليصل بعد ذلك بالحزب
العتيد مجددا إلى رئاسة الحكومة متوليا بذلك رئاسة الحكومة وهو أمين عام خلافا لبن
فليس الذي عين رئيسا للحكومة ثم بعد ذلك انتخب أمينا عاما للأفلان والفارق بين
الوجهين معتبر سياسيا خاصة وأنه جاء ليؤسس لسابقة غير معهودة في النظام السياسي
الجزائري بعد تعديل دستور ,96 فضلا عن إنقاذ الحزب العتيد من أزمة كادت أن تأتي على
أسسه من القواعد من خلال مؤتمر ثامن جامع حول من خلاله عبد العزيز بلخادم والطاقم
القيادي الذي التف حوله المحنة إلى منحة سمحت للحزب ليحافظ على الأغلبية في الغرفة
التشريعية الأولى وفي المجالس المحلية رغم تراجع النتائج مقارنة بانتخابات ,2002
حيث تمكن الحزب بقيادة بلخادم من تأكيد تجاوز أزمته نهائيا بمناسبة انتخابات 2007
في ظرف كانت التوقعات السياسية بالنظر للأزمة الكبيرة التي عصفت بالحزب بمناسبة
رئاسيات 2004 كانت ترشح الحزب بالتدحرج عن قيادة الأغلبية في المجالس المنتخبة غير
أن النتائج جاءت مخالفة للتوقعات وهو ما أكدته انتخابات 2009 الرئاسية التي لم يسمع
فيها للأفلان صوت ثان على غرار محطة ,2004 حيث اصطف الحزب وراء عبد العزيز بوتفليقة
الذي فضل الترشح حرا رغم رئاسته الشرفية للحزب العتيد وذلك انسجاما مع عرف تكرس
سياسيا في الجزائر رفض بوتفليقة خرقه بالترشح تحت مظلة حزب سياسي ولو كان الحزب
العتيد· وعلى هذا الأساس، تبقى عهدة بلخادم على رأس حزب جبهة التحرير الوطني منذ
جانفي 2005 إيجابية للغاية انتخابيا من جهة وسياسيا من جهة أخرى، إذ تمكن الحزب
بقيادة أمينه العام من قيادة قاطرة تعديل الدستور ورافع على مطلبه ودافع عليه عندما
كان هذا المطلب في الساحة السياسية أشبه ''بالنغمة الشاذة'' حتى أرغم خصوم المطلب
من أقرب المقربين إليه من الالتحاق بمطلبه ولكن كان قد سبقهم بها بلخادم· وإلى جانب
تعديل الدستور كان الحزب العتيد بقيادة عبد العزيز بلخادم من الأحزاب التي شدت أزر
ميثاق السلم والمصالحة وذلك انسجاما مع قناعات الحزب بضرورة الخروج من الأزمة
المتعددة الأبعاد التي عصفت بالبلاد ولو من خلال جرعات متتالية باتجاه تطبيع الحياة
السياسية· جملة هذه المعطيات تأتي لتؤكد أن الفاعلين في حزب جبهة التحرير الوطني
والذين سيصنعون وقائع المؤتمر التاسع من المندوبين لن يترددوا في التأكيد لبلخادم
وبالشكل الذي يدفع للقول بأن المؤتمر التاسع لن يكون إلا إجراء تنظيميا شكليا في
تجديد الثقة في الرجل التوافقي في الحزب وفي الجزائر الاجتماعية والسياسية خاصة وأن
الجزائر قاب قوسين من موعد سياسي غاية في الأهمية ستكون فيه الحسابات السياسية هي
الأخرى غاية في الدقة سواء فيما تعلق بالأحزاب التي ستنشط هذا الحدث أو فيما تعلق
بالأشخاص الذين سيؤدون الأدوار الأولى في هذا الموعد السياسي الانتخابي الهام·
والحزب العتيد لا محالة من الأحزاب التي ستكون لها كلمتها في هذا الموعد السياسي·
وهو ما يدركه تمام الإدراك الفاعلون في هذا الحزب والذين لن يجدوا ولو بحثوا في
مخزون الأفلان شخصية كعبد العزيز بلخادم ليقود الحزب في السنوات القادم، فضلا عن أن
استبدال بلخادم بأمين عام جديد سيكون بمثابة نقضهم غزلا غزله بوتفليقة منذ 99
وأكمله الفاعلون في حزب جبهة التحرير الوطني منذ جانفي 2005 تاريخ تتويج بلخادم
أمينا عاما للحزب تأكيدا لدور كان عبد القادر حجار قد دعا إلى ضرورة أدائه من قبل
الحزب العتيد حين اضطر سنة 97 الاستعانة بالعلم في السياسة تصحيحا لأوضاع كان
بوعلام بن حمودة قد ورثها·