تأسست منظمة الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية في 19 ماي 1975 وهذا بعد قرار من الرئيس هواري بومدين رحمه الله بضم كل الشباب الجزائري في تصور واحد و اوحد حتى يساهموا بشكل اجابي في معركة البناء و التشييد التي اتخذها الرئيس انا ذاك ، واهم فئات الشباب الذين شكلوا انطلاقة الاتحاد نذكر منهم شبيببة جبهة التحرير الوطني ، شباب الهلال الاحمر الجزائري ، الكشافة الاسلامية الجزائرية ، الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين .
موضوع: جبهة التحرير الوطني على الطريقة "المصالية" 10/27/2011, 13:23
بلخادم و التقويميّة مُجادَلةٌ أمْ مُواجهة؟.. ومَصِيرُ"الأفلان" بِيـَدِ مَنْ؟
انطلقت اليوم فعاليات الجامعة الصيفية لحزب جبهة التحرير الوطني في أجواء غير عادة في ظل الانقطاع التام للتقويمية و مقطعتها نشاطات الحزب بعد القرار الذي اتخذته مؤخرا بدخول الانتخابات تحت اسم جديد (مؤقت) للجبهة، و إعادة ترتيب البيت و تطهيره من الدخلاء ، تنعقد الجامعة الصيفية للأفلان و جل المناضلين يعيشون خيبة الأمل في القيادة التي وثقوا فيها و هم على أمل أن يأتي طرف ثالث يضع حد لما يسمى بالمهولة السياسية، في الوقت الذي تعمل الأحزاب ألأخرى على التحضير للمواعيد القادمة حتى الأحزاب الناشئة منها التي أصبحت تتغذى على مشاكل الأفلان و انسداد منافذ الحوار بين الإخوة الأعداء
جملة قاله الشهيد مصطفى بن بوالعيد على لسان مصالي الحاج عندما التقى به عشية تفجير الثورة وأخبره قائلا: أنا جئت من عند الجماعة التي ترجوك أن لا تكسر قاعدة الحزب ووحدته..الخ، فرد مصالي الحاج بعدما استمع مطولا و بتأن: " كل شيء جيد، لكن قبل هذا يجب أن أطهر البيت" فكان على بن بوالعيد إلا أن يردد بجملة مختصرة جدا وواضحة بشكل كبير و بلهجة حادة وصريحة: " إخواني أقسم لكم بأن سي الحاج ماهوش راجل"، و ربما هذه المقولة ما تزال تنطبق على زمرة من الانتهازيين الذين كانوا سببا في انكسار المناضلين الحقيقيين الذين أبعدوا قهرا، و أصبح النضال في حزب جبهة التحرير الوطني عمل عادي ينظر إليه من غير عظمة و لا تقديس، بعدما دب الفشل و تعطلت عجلة الجبهة، و هي مكيدة أرادتها أطراف ليس من خارج الحزب للإطاحة بزملاء النضال لكي يخلوا لهم الجو ، مما جعلت القطيعة تنمو و تتراكم.
في الوقت الذي اتخذت الشعوب الجبهة كمحرك للتقدم و الرقي و نصرة المقهورين، تحول الإخوة داخل الجبهة إلى أعداء ألداء و على يدهم انهارت أسسها و مثلها وتمكن البعض من انتهاز الفرصة ليشتروا بأموالهم ضمائر المغفلين، لأنهم كانوا يرون الحرية من جانبها المادي لا من جانبها الروحي، غير مبالين فتشتتوا وانقسموا وتفرقوا..
لم تكن الانشقاقات داخل الأفلان وليدة الساعة لأن الضجيج السياسي الذي أصاب رأس الأفلان جعله يعاني من داء "الشقيقة" فحدث الإنسداد و الإرتباك الفكري الذي أوقف كل محاولة للحوار بين الأطراف المعارضة و المرابطة، و تحت أسماء عديدة ( التصحيحية، تصحيح التصحيحية ثم التقويمية)، كان على الإثنان أن يجتمعا على طاولة واحدة للتفاوض و يقيموا واقع الحزب و الوقوف على الأخطاء لتصحيح المسار، لكن لا شيء تحقق من هذا كله، فكل طرف ركب دماغه كما يقال و رفض العودة إلى صيغة أكثر صرامة و لكن احد منهم تنازل للأخر، البعض يقول أن بلخادم أفسد مسار الحزب و قاده إلى الهلاك ، لأنه جعل من الحزب ملكية خاصة، و قاده أو سيره على الطريقة "المصالية" ، فكان يريد القول : أنا هو الحزب و الحزب أنا" لأن تصرفاته كانت فردية تسلطية، ، و بعدما باع الأفلان إلى بارونات الـ: " إنبور إكسبور " و فضل البيع بالـ: gros في المؤتمر التاسع الذي كان عبارة عن مزاد عرض فيه أبناء الجبهة كالرقيق و بكل المساومات، و وضع المناضلين في زنزانة ضيقة لا نور فيها و لا هواء، و كممت أفواههم فأضحوا بلا سلطة و لا قرار، مشيرين إلى خطورة هذا التوجه، و أن فوضى التسيير و الارتجال سيؤدي بالأفلان لا محالة إلى الهاوية و سوف يكون مصيرها المتحف كما أريد لها ، إن لم يسارع أبناء الجبهة في إنقاذ ما تبقى من سمعتها.
الذين عايشوا أحداث الأمس الغير بعيد وقفوا على حقيقة مفادها أن التاريخ يعيد نفسه، عندما قال الحزب الشيوعي الجزائري أيام كان الصراع محتدما بين هواري بومدين وأحمد بن بلة ، أن هذا الحزب حتى إذا كان قادته في أصولهم من الطبقة العاملة أو من طبقة الفلاحين الفقراء، فإنه سيكون عاجلا أم آجلا أداة سيطرة البرجوازية على الطبقات العاملة، حتى و لو لم يكن لهذه البرجوازية اليوم من قو اعد اقتصادية قوية داخل البلاد، و كانت هذه الرؤية الخطوة الأولى في المطالبة بمبدأ تعدد الأحزاب.
و هاهي الباترونة اليوم تستلم مفاتيح حزب جبهة التحرير الوطني و تدخل الأفلان من بابه الواسع، لا شك أن الأسباب تعود إلى التسيير الفردي، وإقصاء المناضلين في صنع القرار، و هو ما كرست له القيادة الحالية للأفلان، من خلال إصدار تعليمات تخدم مصالح أفراد معينة، بعيدة عن المعايير النضالية التي دأبت عليها جبهة التحرير الوطني، و حرمان مناضليها من أبسط الحقوق.
و ما المشاركة في الجامعة الصيفية إلا خير دليل على ذلك، حيث خصت التعليمة التي أصدرها الأمين العام للحزب الحالي عبد العزيز بلخادم للمشاركة في الجامعة الصيفية لسنة 2011 أعضاء اللجنة المركزية و المكتب السياسي، رؤساء المجالس الشعبية الولائية و 03 رؤساء بلديات من كل ولاية، و بحجج غير مبررة، و هي ان مكان تنظيم الجامعة الصيفية بزرالدة ضيق ولا يسع الكل، و حرمت التعليمة باقي المنتخبين في المجالس الشعبية ( الولائية و البلدية) وبعض المناضلين الذين يعملون في الجماعات المحلية، و كأن موضوع "اللامركزية" لا يعنيهم، و هو الملف الذي موضع مناقشة.
و السؤال الواجب طرحه هو أن المعارضة لا تأتي من خارج الحزب فقط، بل تأتي من داخل الحزب نفسه، و ما الاستقالات التي قدمها زعماء الحزب و قادته الذين راحوا لتأسيس حزب جديد لخير شاهد على ذلك ( قاصدي مرباح، حسين آيت أحمد، رضا مالك، و...و... ثم محمد بوضياف ) الذي أسس حزب الثورة الاشتراكية منذ دخوله الجزائر سنة 1962 و راح بالقول أن جبهة التحرير الوطني انتهى دورها و لابد من أن تدخل "المتحف" حتى تبقى رمزا تاريخيا، و ليس لأي كان الحق في أن يرثها، مما لا شك فيه هو أن السيناريو تكرر و عاد الجميع إلى نقطة الصفر، و هي أن الأفلان عاد إلى إيديولوجيته القديمة، التي كان عليها،فبينما كان الرهان بالأمس بين علي بن فليس و بلخادم ، الرهان اليوم بين هذا الأخير و قوجيل أي اثنان ضد واحد، الذي أصبح يرى نفسه هو "الزعيم" الواقف على ركح المسرح السياسي ، و على الاثنان أن يقفان و من تبعهما في صف المتفرجين و المصفقين..
البداية كانت بمقاطعة الجلسات ثم تحولت إلى مزايدات كلامية ، مساومات و اتهامات متبادلة و لانتقادات في صورة تجريح و إدانة و سب و شتم أمام مرأى الجميع، العجيب في الأمر أن العديد من الصحف حتى المعربة منها كرست اهتمامها لما يحدث في بيت الأفلان ، تحت عناوين شتى و بمختلف الألوان، حتى لا نقول انحازت إلى جناح التقويمية، و هذا طبعا يطرح عدة تساؤلات، هل التقويميين على حق أم على باطل؟ و هل أخطأ بلخادم في حساباته كذلك، أم أن أطراف قدمت له معلومات خاطئة و غررت به من أجل مصالحها ؟ ، أم أن الصراع جهوي محض؟ أم أن هناك عداء متواصل للجبهة لإدخالها المتحف؟
ما يمكن الإشارة إليه أن ما كتبته الصحف ليس من صنع الخيال، لأنها كانت تنقل تصريحات مسؤولين من كلا الجناحين ، و كانت ترسم صورة لواقع الأفلان خلال عقده الجمعيات الانتخابية و التجمعات الشعبية التي كان يعقدها الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم، و الأخطاء التي ترتكب أمام مرأى الصحافة، ولأن الاثنان يكرسان للقطيعة ، فإن الجبهة اليوم تسير بقيادتين و ربما هي في حاجة إلى " وسيط" يستمع إلى نبض الاثنان، و خلق الظروف الذاتية و الموضوعية للم الشمل من اجل توحيد الصفوف و إعادة تنظيم بيت الأفلان وفق أسلوب ثابت ومتميز وربما الأمر لا يحتاج إلى تريث و تروي لأن الأمور داخل الحزب تتجه نحو الكارثة، و لأسباب معروفة فلا حديث اليوم إلا عن الجبهة بين السقوط و الهبوط ، فلا نسمع إلى قول: le fln vers la trappe ، لأن الصراع بين الجناحين ( التقويمية و بلخادم) امتاز بالحدة و العنف، فكانت سببا في وصف تعرض الجبهة إلى الإهانة مثلما ذهب احد ممثلي الأحزاب السياسية إلى وصف بلخادم و هو الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية بالنفاق.
كيف يمكن تصحيح مسار الجبهة؟ في ظل ما يصدر من قرارات عشوائية و غير منصفة او عادلة ، و التي قد تدفع بالمناضلين إلى الانسحاب و الإنظمام إلى التقويمية حتى لا نقول إلى أحزاب أخرى، ومن يتحمل هذه النتيجة؟ و من هو الخاسر الأكبر في اللعبة؟ ، وإن كان عبد العزيز بلخادم كما يرى البعض يحتمي في "برنوس" رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، باعتباره ممثله الشخصي و لأن الرئيس بوتفليقة هو الرئيس الشرفي للحزب، فإن التقويمية ترى عكس ذالك بأن بوتفليقة رئيس الجمهورية و بالتالي فهو رئيس كل الجزائريين ، و ربما نسي البعض أن الرئيس بوتفليقة كان في إحدى خطاباته قال أنا لا أمثل أي حزب، و أنا رئيس كل الجزائريين.