"مترشحون" يتخذون من رسائل "بلخادم" لمنتخبي حزبه كورقة سياسية لشراء أصوات الناخبين
تمكن الدكتور "رابح بوصوف" رئيس المجلس الشعبي الولائي عن كتلة "حزب جبهة التحرير الوطني" بولاية قسنطينة ليلة أمس الأحد من الظفر بأغلبية الأصوات و حصد 41 صوتا أمام غريمه "أحمد هباشي" أمين المحافظة الذي تحصل على 20 صوتا و هذا في "الدور الثاني" من الانتخابات التي أشرف عليها كل من "عزيز جوهري" و "سعد الدين فضيل" عضوا الهيئة التنفيذية للأفلان بحضور الأستاذ "هامل أحمد" محضر قضائي دامت إلى غاية التاسعة ليلا
عرفت انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة لحزب حزب جبهة التحرير الوطني "حرارة" غير عادية أمام التنافس الحار بين المترشحين من أجل الحصول على مقعد " سيناتور" لاسيما و ولاية قسنطينة تتميز عن باقي الولايات الأخرى بحس نضالي ساخن جدا من الصعب على المناضل أو المنتخب الفوز في مثل هذه المواعيد الحساسة، و تحسبا للاستحقاقات المقبلة و التي تأتي في مرحلة هامة من مراحل الحياة الحزبية للأفلان، سهرت الأمانة العامة للحزب و على رأسها الأمين العام عبد العزيز بلخادم على إنجاح هذه المرحلة الهامة من حياة الحزب، فبالإضافة على التعليمة رقم 12 التي أصدرها إلى الهياكل القاعدية للحزب مؤرخة في 31 أكتوبر 2009 فقد خصّ الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم كل منتخب على مستوى المجلس الشعبي الولائي و المجالس البلدية بـ: "رسالة" خاصة باسمه يُحسسه فيها أهمية المسؤولية التي وضعت على عاتقه و الثقة التي وُضِعت فيه من أجل اختيار المترشح الكفء الذي يمثل الحزب في المواعيد القادمة..
أشرف على العملية كل من عزيز جوهري و سعد الدين فضيل عضوا الهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني بحضور حبيبة بهلول نائبة المجلس الشعبي الوطني ، و بعد تلاوة تعليمة الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم من قبل السيد سعد الدين فضيل و التي كانت فرصة سانحة لتدعيم مكانة الحزب كقوة سياسية أولى في البلاد و يدعو المنتخبين المعنيين بالانتخابات إلى التحلي باليقظة والروح النضالية و التعالي على الحسابات المصلحية الضيقة من أجل الفوز بعدد كبير من المقاعد في انتخابات ديسمبر المقبل و كذا التحضير للمؤتمر التاسع المزمع تنظيمه في الثلاثي الأول من السنة الجديدة (2010) الذي سيكون الجسر الذي يمكن المناضلين العودة إلى تقاليد الحزب ومرجعياته الأساسية التي كان يتمتع بها منذ 1954..
دخل حلبة المنافسة تسعة (09) مترشحين ( 02 من المجلس الشعبي البلدي لبلدية قسنطينة و 07 من المجلس الشعبي الولائي ) يترأسهم الدكتور رابح بوصوف و الدكتور عبد الحميد شيبان و أمين المحافظة ، في حين لم يسجل "العنصر النسوي" حضوره كمترشح لهذه العملية بعد الحصار الذي وضع لعرقلته رغم أن الحظوظ كانت في صف هذه الشريحة من المناضلات و المنتخبات بعد التعليمة التي أصدرها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بتبوأ المرأة مكانتها السياسية و مشاركتها الرجل في صنع القرار ، كان فيها النصاب القانوني متوفرا بحضور كل المنتخبين و عددهم 64 منتخبا، حيث احتل الدكتور رابح بوصوف المرتبة الأولى في الدور الأول من الانتخابات بحصوله على 17 صوتا، يليه أمين المحافظة في المرتبة الثانية بـ: 15 صوتا ، في حين توزعت باقي الأصوات ما بين 09 و 06 أصوات و أخرى تراوحت بين 03 أصوات و صوتين اثنين، مع تسجيل ورقة فارغة، الأمر الذي استوجب المرور إلى الدور الثاني، و هي سابقة تاريخية في حياة الحزب بولاية قسنطينة الذي اعتاد الوقوف عند الدور الأول من الانتخابات..
كان السباق بين رئيس المجلس الشعبي الولائي رابح بوصوف و أمين المحافظة أحمد هباشي أكثر حرارة ، خاصة بعد توزيع الرسائل التي خصها بلخادم منتخبي حزبه، لتتغير الخطة و تـُحَول أغلب الأصوات إلى الدكتور رابح بوصوف الذي فاز في الدور الثاني بـ: 41 صوتا مقابل 20 صوتا تحصل عليها غريمه أمين المحافظة مع إلغاء 03 أصوات، وقد تمت العملية في أجواء جد عادية سادتها الشفافية و الديمقراطية وهو ما أشار إليه عزيز جوهري الذي أكد أنه لا حزب يستعمل الديمقراطية مثل جبهة التحرير الوطني التي كرمها الله بمليون و نصف مليون شهيد..، ما حز في قلوب المنتخبين هو أنه عند توزيعها قبل الدور الثاني من العملية الانتخابية لم تشمل رسالة الأمين العام كل المنتخبين، و هو ما يؤكد أن هذه الأخيرة اتخذت كورقة سياسية من قبل بعض المترشحين لشراء أصوات المنتخبين و إيهامهم بأنهم يحظون بمكانة خاصة لدى الأمين العام للحزب، ألأمر الذي أثار استياء باقي المنتخبين الذين اضطروا إلى تغيير خُطتهم و تحويل أصواتهم لصالح رئيس المجلس الشعبي الولائي..
و ثمن سعد الدين فضيل حِرْص المنتخبين في تقديم المرشح لهذه الانتخابات التي كان فيها الرهان للدكتور رابح بوصوف لاسيما و هذا الأخير حسب المتحدث يتمتع بسمعة "أكاديمية" و "سياسية"، معبرا بالقول: "لقد كانت لنا "الأريحية" في عدد المقاعد و لهذا نحن واثقون أضاف المتحدث أن الظروف ستكون مواتية بالنظر إلى السمعة و المصداقية التي يتمتع بها المنتخبون و سنرفع التحدي و الرهان لكسب المعركة، مؤكدا أن هذه الانتخابات ستفتح للحزب الشهية للمواعيد المقبلة..