لا أُبَــاعُ و لا أشـْتـَرَى
هي قصة امرأة سوداء تنتخب عضوا بالكونجرس، تتحدث بصراحة عن حياتها و عن النظام السياسي في أمريكا ، "إنها شيرلي شيزوم "، وقد علمتها التجربة دروسا زادت قيمتها يوما بعد يوم، رغم العراقيل التي واجهتها في إيجاد عمل لاعتزازها بنفسها، خاصة و أن التنظيمات ترى أن صاحب النفوذ، يكون في موقع القوة، و التي كانت تقول إحدى قواعده إذا أثار أحد المتاعب و استطعت أن تتخلص منه فلا تتردد، أو لن تنال رضاهم إلا مقابل أغلى ما يمتلكه الإنسان
وهي تدخل عالم السياسة اكتشفت شيرلي المناورات التي يقوم بها السياسيون و ما كانوا يضمرونه، و كيف كانت تعقد الصفقات السياسية ، و امتصت كثيرا من آرائه النافذة ، حول الطريقة التي يعمل بها النظام السياسي، و كيف يستبقي البعض خارج النظام و يسمح للبعض بالدخول فيه، فشعرت أنها من حقها أن ترشح نفسها، و ذلك ما تعنيه الديمقراطية الحقة، و هنا وقف ماك ضدها، ظنا منه أنها تحاول أن تدفع به إلى الخارج ،ذلك بكتابة منشورات مطبوعة مليئة بالدعاية له، و من هنا بدأ الاغتيال الشخصي. .
بقيت شيرلي تمارس نشاطها السياسي و كونت عام 1959 نادي الوحدة و الديمقراطية، و كان عامها هذا، عام التمرد المتصاعد في دعوتها إلى الإصـلاح و التكـامل العنصـري ، و أصبحت شيرلي شيزوم، هي المرشحة لعضوية مجلس الولاية و كان عام 1964 أول عام بالنسبة للمترشحين السود في ولاية نيفي شن حملتها الانتخابية الأخرى ، حيث قوبلت بالعداء بسبب جنسها، تقول شيرلي: " لم يكن أحد يعيرني اهتماما ، كنت امرأة، حديثة العهد، و كانوا يتوقعون مني أن أقبل القواعد، و أتبع التقاليد التي فرضوها، وظنوا أنني سأيدهم ، و هكذا كانوا لا يكفون عن تغيير حدود الدائرة ،مما جعلها في شك دائم، حتى يصدونها عن هدفها المنشود ، لأنه هناك طرقا عديدة ، يملكها الذين بأيديهم السلطة، للسيطرة على هؤلاء الذين يخالفونها، تقول شيرلي: " درس تعلمته هو أنك، إذا قررت أن تعمل بوحي ضميرك، و ليس على أساس منفعتك السياسية، فلا بد أن تكون على استعداد لتحمل التبعات، فليس هناك متسع من الساحة السياسية، لشخص مستقل مبدع ، أي لمناضل نزيه ، و الذي يرضى بهذا الدور ، لابد أن يدفع الثمن..