تأهل منتخبنا الجزائري إلى نصف نهائي كأس أمم إفريقيا للمرة الأولى منذ 20 عاماً بعد أن تغلب على كوت ديفوار بثلاثة أهداف لهدفين في كابيندا.
فمع بداية الشوط الأول كان المنتخب الجزائري مرتبكاً، ولم يستطع أن يجاري السرعة الإيفوارية، وهذا كان واضحاً خصوصاً على مستوى الدفاع الجزائري.
وتمكنت كوت ديفوار أن يسجل الهدف الأول عن طريق سالمون كالو بعد أن استغل كرة عرضية لم يُحسن الدفاع الجزائري إبعادها ليضعها على يسار شاوشي (5). كان هذا الهدف بمثابة جرس الإنذار لأبناء الشيخ سعدان، الذين انتفضوا ليقدموا مباراة هي الأجمل لهم هذا العام، وحاولوا بشكل شديد البحث عن هدف التعديل الذي كانوا ينشدون الوصول إليه.وبعد أن تألق "مقاتلو الصحراء" في فرض سيطرتهم على أرض الملعب، وذلك بفضل لاعبي الوسط مجيد بوقرة ومنصوري، فيما تكفل نذير بلحاج ومراد مغني بإشغال منطقة الجزاء الإيفوارية بالكرات العرضية التي كانت خطرة من المهاجم غزال والمندفع من الخلف مطمور.
وأنصفت كرة القدم أفضلية الجزائر التي أضاعت الكثير من الكرات الخطرة، بعد أن تمكن مطمور من تسجيل هدف التعادل بعد تسديدة قوية جاءت على يمين حارس المنتخب الإيفواري اريستيد زوغبو الذي لم يتمكن من إبعادها (40).
وأضاع الجزائريون في الشوط الثاني أكثر من كرة خطرة، ولم يوفقوا في استغلال الارتباك الدفاعي الذي كان عليه دفاع الافيال، وواصل أبناء الشيخ سعدان القتال بشكل كبير بحثاً عن تسجيل الهدف الثاني وفي ظل تألق كبير من كريم زياني وكريم مطمور في المقدمة الجزائرية.
الكثيرون انتظروا من سيسجل ثاني أهداف الجزائر، خصوصاً في ظل الضغط الكبير الذي شكلوه على المنتخب الإيفواري، ويضيع كريم مطمور أخطر الكرات الجزائرية في الشوط الثاني بعد أن استغل كرة لم يبعدها الدفاع الإيفواري بشكل جيد، وانفرد بالحارس اريستيد زوغبو إلا أن الأخير نجح في التصدي لها ببراعة (67).
أحس أبناء كوت ديفوار بخطورة الوضع، واستغل جيرفينيو كرة أخطأ في إبعادها الدفاع الجزائري لينفرد بالحارس الجزائري إلا أنه أطاح بها فوق العارضة (84).
وفي ظل انتظار المتابعين لذهاب المباراة للأشواط الإضافية فاجأ البديل عبدالقادر كيتا الجميع بتسديدة لا تصد ولا ترد، استقرت في مقص المرمى هدفاً ثانياً للمنتخب الإيفواري (89)، بدأت بعده شلالات الفرح في الملعب احتفالاً بتأهل أبناء أرض الفيلة.
وللعزيمة العربية رأي آخر، إذ لم يستسلم أبناء الصحراء، وأثبتوا أن معدنهم حديدي، وأن عزيمتهم لا حدود لها، ويستغل مجيد بوقرة كرة عرضية من كريم زياني وضعها برأسه في شباك الحارس الإيفواري (91) في وقت كان كل من في الملعب ينتظر إعلان نهاية اللقاء بفوز أبناء العاج.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الأشواط الإضافيةمع انطلاقة الشوط الإضافي تمكن بوعزة من تسجيل الهدف الثالث للمنتخب الجزائري بعد أن استغل كرة عرضية بذات الطريقة التي جاء منها هدف التعادل الثاني (92).
بعد ذلك لم يهدأ العاجيون وحاولوا بكل ما يمتلكون من قوة أن يعدلوا الأمور، وسدد نجم تشلسي الإنكليزي ديدييه دروغبا من ركلة حرة مباشرة إلا أن شاوشي كان في المرصاد (95)، قبل أن يعود نجم الأشواط الإضافية شاوشي للتصدي لكرة أخرى قوية جداً من دروغبا نفسه (99).
لم يشهد هذا الشوط أكثر، وواصل العاجيون سيطرتهم، والجزائريون تفوقهم على أرض الملعب، وهو الأمر الذي أنهى الشوط الأول بتقدم "مقاتلي الصحراء" بثلاثة أهداف لهدفين.
الشوط الثاني الإضافي كان أكثر قوة من الجانب الجزائريين وأضاعوا أكثر من كرة خطرة سواء عن طريق مطمور أو البديل عبدون اللذين أنهيا ما تبقى من قوة لدى الدفاع العاجي.
ويلغي حكم الراية هدفاً غير شرعي للمنتخب العاجي بعد أن احتسب تواجد كولو توريه في موقف متسلل (121).
ولم يجد جديد ليعلن حكم اللقاء عن تأهل "الخضر" إلى نصف نهائي البطولة للمرة الأولى بعد 20 عاماً إذ كانوا تأهلوا للمرة الأخيرة في كان 1990 عندما توجوا باللقب للمرة الوحيدة.