في عهده صدر قانون الإصلاح الرياضي
تحية إلى الرئيس الراحل "هواري بومدين" الأب الروحي للأوجشيين
لقد وحدت الجزائر شبابها في إطار منظم منذ عام 1975 من أجل إنجاح مشروعها التنموي و بناء رجال الغد فكان الإتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية يمثل أبناء الأحياء و الطلبة في الجامعة بنضالاتهم النقابية و براعم الكشفية في نشاطاتها التربوية و هي شريحة من الشباب بنضالاتها السياسية ، في إطار سياسة الرئيس الراحل هواري بومدين الذي كان له الفضل في جمع شمل الشبيبة الجزائرية ووضعها في قالب واحد موحد من أجل جزائر أفضل
فلسفة هواري بومدين في تكوين الأجيال
(نبذة تاريخية لإتحاد الشبيبة الجزائرية)
الإتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية و هو منظمة جماهيرية أسسها الرئيس الراحل هواري بومدين سنة 1975 و كانت تحتوي على فرع الطلبة الجزائريين و الكشافة الجزائرية و تعتبر أكبر تنظيم شباني في الجزائر، لكنها اليوم تعاني التهميش و النسيان، حيث عرفت حركات و تغيرات على هياكلها أوصلتها إلى حالة سيئة بسبب تسييسها و إقحامها في المعارك الانتخابية، يعود تأسيسه إلى ما قبل الندوة الوطنية عندما كانت المنظمات الشبانية منقسمة إلى شبيبة جبهة التحرير الوطني، الكشافة الإسلامية و الطلبة الجزائريين و ما تفرع عنه من اللجان الجامعية للتطوع و اللجان الجامعية للثقافة الذي تأسست في عام 1972 حسب ما رواه مولود مزاودة أحد قدماء المناضلين في الشبيبة، و مع بروز الثورة الزراعية و بعد قرار تجميد الإتحاد الوطني للطلبة الجزائريين ، تميزت هذه المرحلة بصراعات فكرية و تطاحن في الهياكل، برزت على السطح بوادر انقسامات إيديولوجية خاصة بين الطلبة الجامعيين و شبيبة جبهة التحرير الوطني مما أدى بالقيادة السياسية آنذاك بالتفكير في إنشاء أو بعث بوثقة واحدة تجمع كل التنظيمات الشبانية و هي الإتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية و كانت المبادرة من الرئيس الراحل هواري بومدينكون الأمرلا يتعلق بفئة الشباب وإنما بمستقبل البلاد لأن وحدة الشبيبة تؤدي حتماإلى وحدة الشعب انطلاقا من النسبة التي يشكلها الشباب داخل المجتمع، و انعقدت الندوة بمشاركة شباب منظمة شبيبة جبهة التحرير، الكشافة، الطلبة ولجان التطوع وانصهر كل الشبابفي منظمة واحدة اسمها "الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية، كان الإتحاد عبارة عن "مشتلة" تخلق رجال يعتمد عليهم الحزب و كان مدرسة للوطنية تزول فيها كل الفوارق الطبقية و تمكن حزب جبهة التحرير الوطني من خلف إطار وطني، و كانت فلسفة الرئيس الراحل هواري بومدين صاحب الفكرة هي الاهتمام بالطفل أولا و تكوين هذا الأخير في إطار مناسب له ألا و هي الكشافة الإسلامية الجزائرية و حدد العمر من 06 الى 08 سنة، و عندما يبلغ الطفل هذا السن يتم تحويله الى المنظمة و يبقى فيها الى غاية سن 30 سنة، أين يتعلم أمور التنظيم و التفكير السديد ، و عند بلوغه سن الثلاثين ينتقل مباشرة الى الحزب و هنا يتكون له الوعي النضالي في بناء الوطن و خدمته.. محمد بوزام أول من ترأس اتحاد الشبيبة الجزائرية
كان أول رئيسا للإتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية حسب مولود مزاودة محمد بورزام عضو الهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني ممثلا عن ولاية سكيكدة حاليا، كان عدد الأعضاء القياديين حوالي 15 عضوا : 08 جبهويين و 07 ينتمون الى اليسار، و بالرغم من اهتمام القيادة السياسية لهذا التنظيم الشباني إلا أن الخلافات الإيديولوجية ظلت مسيطرة على هذه الفعاليات كون اللجان المتطوعة كانت متأثر بالفكر اليساري( الباكس و الـ: PRS ) و تفاقم الصراع عندما رفض اليساريون أن تستحوذ جبهة التحرير الوطني على هذه المنظمة خاصة بعد بروز المادة 120 من القانون الأساسي للحزب التي كانت تنص على ضرورة إعطاء المسؤوليات في قيادات المنظمة للشباب و العمال و مناضلي الحزب، و هذا ما دفع بالتيارات السياسية المناوئة الى تحريك القواعد في بعض الولايات و على رأسها ( قسنطينة، تيارت، وهران)، لزعزعة استقرار البلاد و من خلاله الحزب و البلاد، و بقيت الأوضاع على حالها إلى أن جاءت التعليمة رقم 13 الصادرة عن المكتب السياسي للحزب لإعادة هيكلة المنظمة وفق تصورات الندوة الوطنية في بداية الـ: 1977 في عهدة محمد الصالح يحياوي. بومدين أول من سَنَّ قانون الإصلاح الرياضي
لمحاربة الطبقية بين الشباب
و من خلال الوثائق التي طالعتنا بها مجلة "الوحدة" الناطق الرئيسي لإتحاد الشبيبة الجزائرية نجد أن الجانب المهم و الإيجابي في هذا التنظيم النشاطات التي قامت بها الشبيبة الجزائرية و مشاركاتها في عمليات التطوع لصالح الثورة الزراعية آنذاك و مساعدة الفلاحين في الحقول و إقامة الحملات لمحو الأمية و شرح أهداف الثورة الزراعية ، كما كانت له مشاركات عديدة في الندوات الخاصة بالحركة الإفريقية للشباب على أيام رئيس الحكومة السابق " أحمد غزالي" في 21 مارس 1990 ، مما خلف نوعا من الديناميكية و الحركية فضلا عن المشاركة في النشاطات الرياضية ما بين الأحياء في اغلب بلديات الوطن، و ربما هذه الميول الرياضية هي من تشجيع الرئيس الراحل هواري بومدين الذي كان محبا للرياضة، و كان يدافع عن ابن الفلاح في أن يلمس هو الآخر الكرة و يداعبها، و يخرج من دائرة التخلف حتى التخلف الرياضي، فكانت سنة 1976 سنة النزول السوق الرياضي القانون الذي سيغير مجرى الرياضة بالجزائر، إنه قانون الإصلاح الرياضي الذي مكن عامة الناس من ممارسة الرياضة على قدم المساواة، و عمم الرئيس هواري بومدين هذه الرياضة على جميع فئات المجتمع و كانت هذه الأخيرة في كل مكان: في المدرسة و الثانوية و الجامعة ، في المصنع و المدينة و في الريف و كانت جزائر السبعينيات جزائر بكل فخر.. لم " يُردْ " هواري بومدين للجزائر أنه تطأطئ رأسها حتى في الرياضة أو تخذل أبناءها و أو تـُهزم، فخلال ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي جرت بالجزائر استطاع الفريق الوطني الجزائري لكرة القدم أن يصل الى النهائي في لقاء تاريخي فريد من نوعه مع الفريق الفرنسي كان الرئيس هواري بومدين في المنصة الشرفية يتابع باهتمام و على الأعصاب هذه المقابلة و كاد الفريق الوطني أن يخسر المعركة في بادئ الأمر اضطر بومدين الى الانسحاب في قلق ثم عاد بعد أن سمع جمهور 05 جويلية يهتف بالتعادل و يحي بتروني الذي سجل الهدف و رفع رأس الجزائريين أمام العلم الفرنسي.
" الوحدة" لسان حال " الأوجشيين" هل من أمل
لعودتها للساحة الإعلامية؟
كان أول مولود يشهده الإتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية مجلة " الوحدة" و كانت اللسان المركزي للمنظمة يديرها كمال ميزاب، عبد الله بشيم رئيسا للتحرير و أحمد آيت وعلي نائبا له، مقرها بشارع ديدوش مراد الجزائر العاصمة، عالجت الوحدة العديد من القضايا الاجتماعية و الملفات الكبيرة، و كان اكبر ملف عالجته الوحدة هو ذكرى وفاة الرئيس الراحل هواري بومدين الأب الروحي للأوجشيين و ظروف اغتياله تحت عنوان: " العظماء لا يموتون" ، و ملفات أخرى تتعلق بالشباب و مشاكل البطالة بالإضافة الى القضايا العربية الأخرى منها أزمة الخليج و العراق دون نسيان نشاطات المنظمة و لقاءاتها الفكرية الثقافية و الرياضية التي تدور على مجار السنة. فكانت بمثابة النور الذي يوجه الشباب نحو الطريق السليم و ترفع له شعار البناء بعيدا عن الحسابات السياسية و تجنيدهم حتى لا يسقطون في لعبة التقسيمات الإيديولوجية هذا من حزب فلان و ذاك من حزب علان، إلا أنها توقفت عن الصدور لأسباب سياسية، و تجدر الإشارة أن رئاسة المنظمة تداول عليها العديد من قياديي المنظمة منهم عبد الرشيد بوكرزازة الوزير السابق للإعلام و الاتصال..
بروز التعدديــة السياسية
بروز التعددية السياسية أفرزت انعكاسات على المنظمة مما توجب التفكير في أساليب جديدة للعمل و اتخاذ إجراءات و مواقف خاصة بالانشغالات اليومية للشباب، أين اعتمدت قادة المنظمة " لغة " الشباب من أجل التوغل إلى أعماقه الخاصة و معرفة مشاكله خاصة فيما يتعلق بالتشغيل و تقديم الاقتراحات و أفتيان بالجديد لفائدة الشباب و الوطن و المنظمة، كان الطريق و ما يزال طويلا و شائكا مليئا بالحفر و الأشواك لتفعيل دوره في البناء و التضامن مع المجتمع في الداخل و الخارج إلا أن أطرافا انتهازية تحاول اليوم أن تقض على الإتحاد و تقسيم المناضلين و تخريب وحدته الثورية كل واحد يحاول تجنيد الشباب المتعطش للعمل السياسي ليضرب به الآخر، و عاد التآمر لهذه المنظمة و نقل المنظمة من الواحدية الى الفئوية، لا لشيء إلا لأن أبناءها الحقيقيين يمثلون القلب النابض بالوطنية ، يحدث هذا كله في ظل ضمت قيادات المنظمة الذين دخلوا في تطاحنات و صراعات فكانوا السبب في إضعافها و تلك هي المؤامرة و ما أبشعها من مؤامرة عندما يصبح " العمود الفقري " للأمة الجزائرية الممثل في شبابها مشلول الإرادة و يؤمن بالتبعية من اجل قضاء مصلحة آنية، و كان من نتائج هذه التعددية انفصال التجمعات الطلابية و الكشفية عن المنظمة و استقلالها. رسالـــــــة إلى "الأجيشيين" في عيدهم
إن إنسانا غير حرّ في مجتمعه ووطنه هو إنسان غير مؤهل للدفاع عن هذا المجتمع و هذا الوطن. الوطن في عالم اليوم ليس مجرد حفنة من تراب أو راية تعلو و ترفرف في السماء و ترنو إليها العيون، أو نشيد يُطرب الآذان، أو تمثال لزعيم تنحته أنامل فنان كي يوضع في متحف ، الوطن أكبر من اسمه و معناه، إنه تراث تحنو إلى النفوس و حاضر نقتنع به مستقبل نتطلع إليه بأمل و حنين، إنه حياة آمنة محترمة، و كلمة حرة لا نخشى قولها و انتماء يدعو الاعتزاز و الثقة، و هي أمانة في أعناقكم أيها الأوجيشيون تؤدونها في هذا الطريق المليء بالحفر و الصعاب و الأزمات لبناء الوطن بعيدا عن الخطب و الاجتماعات من أجل الاجتماعات أو تصفية الحسابات السياسية، و ليطن اختلاف الرأي وسيلة لتنافس في الخدمة العامة لا سببا لتقويض البلد على النفس و على كل من فيه، و لهذا آن الأوان لـ: " الأوجشيين" أن يأخذوا الحيطة و الحذر من هذه الأطراف المعادية التي تشربت و تسللت و اخترقت المنظمة و تغلغلت في جهازها للقضاء عليها، لأن ما يعيشه ألإتحاد اليوم و التنظيمات الأخرى و الأحزاب قد يكون لهذه العناصر الغير مؤمنة بالأفكار و المبادئ أن تقتنص الفرصة لهدم ما بناه الأولون.. من أقوال البشير الإبراهيمي في الشباب
" أتمثله حليف عمل لا حليف بطالة، جليس معمل لا جليس مقهى، و بطل أعمال لا ماضغ أقوال و مرتاد ( باحث) حقيقة لا رائد خيال"
" أتمثله مقبلا على لا علم و المعرفة و النفع إقبال النحل على الأزهار و الثمار لتصنع الشهد و الشمع، مقبلا على الارتزاق إقبالا النمل تجدّ و تكدّ و تدّخر لتفتخر و لا تبالي ما دامت دائبة مستمرة في العمل أن ترجع مرة منجحة و مرة خائبة"
" كونوا مرة واحدة أوفياء لشهداء هذه الثورة، كونوا مرة واحدة أوفياء لقيم نوفمبر فأنا لا أعتقد أنكم بهذه السموم التي تبثونها في أوساط الشباب تبنون مجتمعا راقيا و نظيفا"
الكاتبة و الصحافية نفيسة الأحرش.