الشعب
العنصر البشري في الدولة
خطة البحث
المقدمةالعامة :
المبحث الأول :مفهوم العنصر البشرى في الدولة
المطلب الأول :الشعب بالمعنى السياسي
المطلب الثاني:الشعب بالمعنى الاجتماعي
المبحث الثاني: مفهوم الأمة
المطلب الأول : تعريف الأمة
المطلب الثاني: النظريات المتعلقة بالأمة
المبحث الثالث: التمييز بين الشعب و الأمة
المطلب الأول:اوجه التشابه
المطلب الثاني: اوجه الاختلاف
الخاتمةالعامة :
مقدمة:
يتميز الإنسان عن سائرالمخلوقات بما وهبه الله سبحانه و تعلى من مواهب رفعت من شانه عن بقية المخلوقاتالأخرى .
"و لقد كرمنا بنى أدم وحملنا هم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيل" سورةالإسراء , أية 70 .
لكن الإنسان بالإضافة آلي العقل , زوده اللهتعالى بالعواطف و الغرائز , التي تحفظ كيانه , و تنمى الروح الاجتماعية لديه , و من هنافالفرد لا يعيش آلا داخل مجتمع يساهم من خلاله بما يجب عليه اتجاه نفسه وجماعته التي ينتمي إليها و نحو الإنسانية عامة.
و الإنسان مهما كان بحاجة آليغيره , و مادام كذلك فلا بد أن توجد بينه و بينهم علاقات تستلزم تقابل الحقوق والواجبات , و تصارع المصالح وتعارضها , الأمر الذي يستوجب معه وضع الحدود و إقامة الأحكام .
فالإنسان قد يساق وراء رغباته وشهواته فينتج على ذلك الظلم و الطغيان و الاستبداد و ينطبق ذلك أيضا علىالجماعة و الأمم و الشعوب التي تنحرف بدورها عن القيم الإنسانية , المجتمعحدث طبيعي , تفرضه إنسانية الإنسان اتجاه بنى جنسه , فهو منذ ولادته يجدنفسه ضمن جماعة هي الأسرة أولا ثم المجتمع ثانيا , حيث الروابط و العلاقاتالاجتماعية , فيشعر غريزياانه مشدود آلي هذه الروابط , و بقدر ما ينمو يزداد الشعور بالارتباط في المجتمع .
فكل هذه العوامل تفرض وجودمجتمع ووجود هيئة نظام يتولى تنظيم حياة الأفراد , أي وجود دولة ووجودسلطة سياسية تعمل على تحقيق الانسجام في الحياة الاجتماعية .
و الدولة عموما هي جماعة منالأفراد تقيم على ارض معينةبصفة مستقرة و تخضع لسلطة سياسية عليا ذات سيادة , و من خلال هذا فلدولة ثلاثة أركانأساسية لقيام الدولة كتنظيم هي الإقليم و السلطة السياسية و العصر البشرى الذي هو بصدددراستنا .
الإشكالية :
ما مدى تأثير العنصر البشرى علىالدول؟
الشعب:
إن الشعب هو الركن الأساسيلقيام أي تنظيم آو ظهوره , و انه لو لاه ما وجدت دولة , لذلك لا يمكن تصور قيام دولةبدون شعب , و لا يهم في الحقيقة عدد أفراده الشعب طاهرة سياسية بمعنى انه يعيش على ارضمعينة و يخضع لسلطة سياسية و قد تتوافر ظاهرة أجرى هي الطاهرة الاجتماعية , والتي يقصد بها توافر روابط معينة بين أفراد هذا الشعب أساسها مقوماتمشتركة من الأصل آو الدين آو اللغة آو التاريخ و الشعب هو جماعة من الأفرادتربطهم مصالح مشتركة يخضعون لنظام سياسي معين .
إن هذه الفكرة ولت و تراجعتنتيجة الهجرةو الانتصار و انه لم يعد من المستطاع القول بان هذا الشعب آو ذلكهو الشعب ذو اصل آو عرق واحد والدليل على ذلك الشعب الأمريكي القوى المتكون من عدة أجناس و الشعب الهندي المتعدداللغات و الأديان و مع ذلك فان توافرت صفات آو خصائص مشتركة في شعب من شانه أن يدعموحدة هذا الشعب اكثر من غيره .
و عليه فان العصر المميز للشعبهو التمتع أفراده بجنسية دولة واحدة , و خضوعهم لسيادتها مقابل حمايتهم منالاعتداءات العير , كمايتميز عن الجماعات الخاصة لكونه يهدف آلي تحقيق أهداف عامة من وراءتنظيمه , و نجد التفرقة بينالشعب بمفهومه الاجتماعي عن الشعب بمفهومه السياسي فالأول يقصد به مجموعة الأفرادالخاضعين لسلطة الدولة و المتمتعتين بجنسيتها دون اعتبار لسنهم و مدى قدرتهم علىإجراء التصرفات القانونية آو السياسية , بينما يقصد بالمعنى الثاني كلالمواطنين الذين يحق لهم المشاركة في تسير أمور الدولة , أي كل الذينيتمتعون بحق الانتخاب .
المعاني المختلفة لمصطلح الشعب :
المعنى السياسي:
الشعب بالمعنى السياسي هو كلالأفراد الذين يتمتعون بحق الانتخاب , أي إن الأنظمة الانتخابية تختلف من بلد لاخر فيتحقيق الشروط الواجب توفرها في
الأفراد لكي يكون لهم حق الانتخاب هذا ما جاء في نصالمادة 06 من القانون الدستوري تنص على: إن الشعب مصدر كل سلطة السيادة الوطنية ملكللشعب وحده .
المادة 07 تنص على : السلطة التاسيسية ملك للشعب يمارسالشعب سيادته بواسطة المؤسسات الدستورية التي يختارها يمارس الشعب هذهالسيادة عن طريق الاستفتاء و بواسطة ممثليه المنتخبين لرئيس الجمهورية أنيلتجئ آلي إرادة الشعب مباشرة أيضا ما جاء في المادة 09: الشعب حر فياختيار ممثليه لاحدود لتمثيل الشعب , آلا ما نص عليه الدستور و قانونالانتخابات .
المعنى الاجتماعي:
يقصد بالشعب اجتماعيا , كلأفراد الدولة الذين يحملون جنسيتها و يخضعون لسلطتها و بغض النظر عن سنهم و جنسيتهم ومستواهم الثقافي و المالي و يعرفه علماء الاجتماع على انه مجموع الأفراد الذينيقيمون على ارض الدولة و يخضعون لسلطة واحدة و هناك من يرى أن الشعب كيانمتجانس أي انه مجموعة من السكان لها نفس الدين و اللغة و العرق آلا أن هذاالرأي منتقد , فقد يتكون الشعب الواحد من عدة طوائف لبنان مثلا أما التعريفالشعب طبقا للصيغة التي جاءت بها الأمم المتحدة فهو بدل على كياناجتماعي له هويته واضحة و ارتباطه بإقليم حتى و لو طرد منه مع الأخذ بعينالاعتبار عدم الخلط بين مفهوم الشعب ومفهوم الاقليات.
الأمــة :
فهي ظاهرة اجتماعية تتلخص فيوجود جماعة من البشر تسود بينهم روح الترابط و الاتحاد , و تجمعهم الرغبة في العيشالمشترك فوق إقليم معين , نتيجة لتظافر عدد من العوامل التي حولتهم آلي قوم يتميزون عنغيرهم من الجماعات البشرية و نقصد بها أيضا هي جماعة من الناس يستقرون فيارض معينة و تربطهم مصالح مشتركة تسند مقومات كالأصل و الدين اللغة و التاريخو المصالح المشتركة
التمييز بين الشعب و الأمة :
قد تتوافر المقوماتالمكونة للامة من شعب الدولةفيكون أمة واحدة فيطابق الشعب مع الأمة في هذه الحالة , و هذا هو الواقع في عدد من دولالعام : خاصة دول أوربا الغربية : كفرنسا و إيطاليا و ألمانيا , و مع ذلك فكثيراما يكون الشعب جزءا من أمة موزعة بين عدد من الدول كشعوب الأمة العربيةو إن الأمة هي تجمع إنساني وجد عبر التاريخ و مرتبطة بالتضامن بينأفراده و بالتالي فهي تشمل مجموع الأجيال السابقة و الحاضرة و اللاحقة , وتكوين الأمة يتطلب عناصر موضوعية و أخرى نفسية.
العناصر الموضوعية :
اللغة :
تشكل اللغة عامل التوحيد فيتكوين الشعور القومي بين الأفراد و قد تكونت كثير من الأمم على أساس اللغة
)الأمة الإيطالية (.
الأصل :
و هذا ما أتت به النظريةالألمانية بصفة أن الجنس الألماني الآري من اعف الأجناس و أنفى الأعراف الذي يمثل الأمةالألمانية.
الدين.
العناصر النفسية :
الأمة هي مجموع الإرادةالجماعية و هنا يوجد عاملين مهمين لتكوين الإرادة الجماعية هما :
1. يمثل الشعور القومي الماضيالبطولى و الذكريات المشركة.
2. يعتبر إن الأمة هي نتاجاتحاد إيرادات الأفراد آو الرغبة في العيش المشترك .
وقد يكون شعب الدولة خليط منعدة قوميات كالاتحاد الروسي و الاتحاد السويسري .
النظريات المتعلقة بالأمة :
لقد اختلف الفقهاء و الباحثونحول تحديد العوامل الأساسية التي تحول الجماعة من الجماعات آلي أمة , إذ تصارعت فيهذا الميدان نظريتان رئيسيتان في الفكر الأوروبي , النظرية الفرنسية من جهة و من جهةأخرى النظرية الألمانية , نتيجة للصراع التاريخي بين الدولتين علىاحقيتها في إقليمي الالزاس و اللورين.
النظرية الألمانية :
نادت النظرية الألمانيةبان وحدة اللغة و الأصل المشتركيمثلان العوامل الأساسية لقيام الأمة و اتحاد أفرادها فيما بينهم , و ذلك على أساسيإن أهل الالزاس و اللورين يتكلمون اللغة الألمانية و تستند هذه النظرية آلياعتبارات موضوعية في تحديد مفهوم الأمة فهناك من يرى أن المعيار الأساسيلتحديد مفهوم الأمة هو العرف مع التأكد على وجود تسلسل طبقي بين مختلف الأعرافالبشرية آلا أن هذه النظرية عنصرية و تقيم حواجز خطيرة بين الشعوببالإضافة آلي انه هناك أمم تشكلت رغم اختلاف أعراف إفرادها .
النظرية الفرنسية :
فترى أن العامل الحاسم في تكوين الأمة هو إرادةالعيش معا و لهذا تسمى بنظرية الإرادة آو المشيئة و أيا ما كان أمر الخلاف حول تحديدأقوى العوامل و أهمها في تكوين الأمة عقيدة يصنعها عنصران عنصر منالماضي و هو التراث المشترك و عنصر الحاضر و هو الرغبة في الحياة المشتركةآلا أن هذه النظرية تصادر على المطلوب لأنها تجاوزت الحقائق فالإرادة والمشيئة نتيجة لوجود الأمة.
المفهوم الماركسي :
ربطت هذه النظرية مفهوم الأمةبالنظام الطبقيالذي تخوضه الطبقة الكادحة ضد الطبقة البرجوازية آلا إن هذه النظرية اصطدمت بمشكلة القوميات الخاضعةللإمبراطورية القيصرية.
المفهوم الإسلامي :
ينبني علماء الفقه الإسلاميمفهوم الأمة على أساس معيار الديني و بالتالي تتقدم العناصر الأخرى إذ إن الإسلام يقربوجود القوميات و يعتبرها أساسا للتعاون فهي إذن جدلية غير متناقصة على عكس الماركسية .
ويتلخص هذاالفارق في أن الرابطة التي تجمعبين أفراد الأمة رابطة طبيعية معنوية تستند آلي عوامل معينة , و لكن لا يترتبعليها أي اثر قانوني , أما الرابطة بين الأفراد شعب الدولة في القابل حماية أرواحهمو أموالهم و كافة حقوقهم التي يقرها لهم القانون.
السكان :
لا يتصور قيام الدولةدون سكان و يقصد بالسكان مجموعمن الأفراد الذين يوجدون على إقليم الدولة بشكل مستقر و يخضعون لسلطاتها و سيادتها سواءكانوا يحملون جنسيتها أم لا .
التميز بينالشعب و السكان:
إن مفهوم الشعب هو مجموعة الأفراد الذين يحملونجنسية دولة ما , و يخضعون لسلطتها أما السكان فهو مفهوم أوسع يشمل كل الأفرادالمقيمين في الدولة , سواءكانوا رعايا الدولة آو أجانب و بالتالي فالسكان ثلاث أنواع:
النوع الأول المواطنون :
تضم الأفراد الذين تربطهمبالدولة رابطة قانونية و سياسية تعرف بالجنسية و هؤلاء هم المواطنون الاصليون الذين يتمتعونبسيادة الدولة إزاء هؤلاء و تمارس علهم اختصاصات كاملة سواء من حيث السلطة الشخصيةآو السلطة الإقليميةو الذين هم داخل الدولة و التي لها جميع الحقوق و الواجبات و يمنحون ولاءهم التام للدولة .
النوع الثاني المقيمون :
و هم الأشخاص الذين يقيمون فيالدولة لسبب من الأسباب دون أن تكون لهم جميع حقوق المواطنين , خاصة حق الانتخاب.
النوع الثالث الأجانب:
يعد الشخص أجنبيا كل من لايتمتع بجنسية الدولة آو بمعنى أخرهم السكان الاصليون الذين يحملون جنسية دولة أخرى وتتمتع دولة المقام إزاء هؤلاء باختصاصات محدودة و هم رعايا الدول الأخرى و تكونأقامتهم لفترة محددة تتجدد دوريا , إذا تطلب الأمر ذلك , فان أقاموا في غاياتالعمل وجب عليهم الحصول على إذن خاص .