تأسست منظمة الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية في 19 ماي 1975 وهذا بعد قرار من الرئيس هواري بومدين رحمه الله بضم كل الشباب الجزائري في تصور واحد و اوحد حتى يساهموا بشكل اجابي في معركة البناء و التشييد التي اتخذها الرئيس انا ذاك ، واهم فئات الشباب الذين شكلوا انطلاقة الاتحاد نذكر منهم شبيببة جبهة التحرير الوطني ، شباب الهلال الاحمر الجزائري ، الكشافة الاسلامية الجزائرية ، الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين .
للمرة الرابعة، تستدعي الخارجية الأميركية، السفارة السورية في واشنطن لابلاغها عن مدى قلقها إزاء الانباء التي تفيد بأن دمشق قد زودت حزب الله بصواريخ بالستية من نوع سكود، في المرة الرابعة لم يكن السفير السوري متواجداً في العاصمة واشنطن، فاستدعت الخارجية الأميركية نائبه لتحذير دمشق من خطورة الخطأ في التقدير وما قد ينتج من تصعيد، داعية الى وقف تام وفوري لأية شحنات أسلحة الى حزب الله، البيان الصادر عن واشنطن بهذا الصدد هو الأشد لهجة، ما يشير بنظر المراقبين في الولايات المتحدة وإسرائيل، الى أن واشنطن لم تقتنع بإجابات وتفسيرات دمشق في المرات الثلاث السابقة.
غير أن مسألة السكود هذه، تثير الكثير من الشكوك حول أسباب اطلاقها وردود الفعل الاسرائيلية والاميركية عليها، هناك شكوك اذا ما كانت دمشق قد زودت حزب الله اصلاً بهذا النوع من الصواريخ، البيانات الصادرة عن الخارجية الاميركية لم تشر الى أن دمشق قد زودت فعلاً حزب الله بهذه الصواريخ، واكتفت بصياغة "في حال" تم تزويد، ويجب عدم تزويد، صياغات لا يبدو منها أن واشنطن مقتنعة بالاتهامات الاسرائيلية التي بدورها لم تكن كافية لتأكيد أن دمشق قد زودت حزب الله بصواريخ سكود.
ويعود التشكيك بهذا الامر الى جملة من العناصر "العملياتية" فهذا النوع من الصواريخ، حتى بغرض تحديثه من قبل ايران، يظل كبير الحجم، يحتاج الى وقت أطول لاعداد كل صاروخ للانطلاق، ويحتاج الى منصات إطلاق لا يمكن إخفاؤها، خاصة في ظل تفعيل القرار 1701 الصادر عن مجلس الامن والذي بموجبه، تتم رقابة دولية على الحدود البحرية والبرية بين سورية ولبنان بغرض منع أية عمليات لتهريب الاسلحة من سورية الى لبنان، دون تجاهل ما تمتلكه اسرائيل من امكانيات تتيح لها مسح الاجواء والرقابة على هذه الحدود، وأسلحة بهذا الحجم، حتى بعد تفكيكها فإن جسم الصاروخ سيظل كبيراً، لا يمكن ان تهرب بسهولة مع وجود كل تلك الاعين التي تراقب على مدار الساعة.
وبفرض أنه تم بالفعل، تهريب هذه الأسلحة الى لبنان، وأن اسرائيل على علم بهذا الأمر، فهل اسرائيل ستنتظر الاتصالات الدولية لاقناع دمشق بوقف التهريب، وإعادة الصواريخ الى دمشق، أم أن اسرائيل لن تتوانى لحظة واحدة في تدميرها بشكل تام؟! خاصة أن اسرائيل لم تتوان عن استباحة الأراضي السورية أكثر من مرة، من العاصمة وحتى الحدود السورية مع العراق، وتستبيح يومياً الأجواء اللبنانية من خلال الطلعات الجوية المتكررة امام اعين قوات الامم المتحدة التي تكتفي بالشكوى! لقد تعلمنا من تجربة التعامل الاسرائيلي، ان الدولة العبرية لا تثق إلا بنفسها وبجيشها لوضع حد للاخلال بميزان القوى مع أي طرف آخر، وهي تقدم على اي مغامرة بصرف النظر عن الابعاد الدولية وردود الفعل المرتقبة، ولا تقيم حساباً لسيادة الدول، حتى الصديقة لها، عندما يتعلق الأمر برؤيتها لأمنها.
تدعي اسرائيل، ان بحوزة حزب الله صواريخ تطال عمق أراضيها، وهي موجهة الى مواقع استراتيجية اسرائيلية، مع ذلك، فإنها تحيل معالجة هذا الملف الى الولايات المتحدة، التي سارعت بالفعل الى فتح هذا الملف مع دمشق التي نفت وما تزال أي دور لها في تزويد حزب الله بصواريخ سكود هذه. لهذه الأسباب، يوضع ملف السكود على رف الشك، ملف مفتعل ويوحي بنفاق متعاظم، لكنه يحظى بأعلى أهمية، إسرائيلياً وأميركياً، فالدولة العبرية التي حاولت جر واشنطن الى حرب مع ايران، لم تنجح حتى الآن في هذا المسعى، رغم استثمارها لهذا الملف لتعطيل العملية التفاوضية على الملف الفلسطيني- الاسرائيلي، وبحسب ملف السكود، فإن اسرائيل تفتح ملفاً آخر، أكثر اقناعاً بتأثيره المباشر على الامن الاسرائيلي من الملف الايراني، وهذا يعني ان اسرائيل بامكانها القيام بعملية مغامرة مع سورية او لبنان، او كلتيهما، حرب لا تريدها الولايات المتحدة، اذ من شأنها ان تلخبط الأوراق وتفتح نار جهنم على القوات الاميركية في افغانستان والعراق، لكن مثل هذه الحرب، بخلاف الامر مع ايران، لا تستطيع واشنطن اقناع اسرائيل بعدم شنها، نظراً لتأثيرات الملف على الامن الاسرائيلي، الا في حال نزعت واشنطن فتيل الازمة مع تل ابيب، من هنا يمكن اعتبار اطلاق ملف السكود من قبل اسرائيل، موجهاً أساساً للضغط على الولايات المتحدة من أجل إيجاد مناخ يفتح المجال أمام إعادة الامور الى طبيعتها بين البلدين أي قبل التوتر الناجم عن تصدي حكومة نتنياهو بل واستخفافها بالمواقف الاميركية إزاء إعادة إطلاق العملية التفاوضية على الملف الفلسطيني- الاسرائيلي.
وطالما أن هذا الملف قد فتح وألقي في وجه إدارة أوباما فإن هذه الادارة، بدورها قد تستثمره لصالح الضغط على دمشق بشأن الملفين، الايراني واللبناني، في الملف الاول، ترى واشنطن ان "الجغرافيا السياسية" يجب ان تقنع دمشق أن مصالحها هي في إطار اقليمها الاقرب، والابتعاد -وإن بخطوات متثاقلة - عن ايران هو الذي يمكنها من القيام بدور أكبر في هذا الاقليم، أما فيما يتعلق بالملف اللبناني، فالمسألة أكثر تعقيداً، ويرتبط ذلك بتطورات جرت خلال الأسابيع القليلة الماضية عندما بدأت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتي تحقق في مقتل رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، في استدعاء عناصر من حزب الله للشهادة، وأن احتمالات استدعاء عدد آخر، لما هو ابعد من كونهم شهوداً، وربما كمتهمين محتملين، وهم المقربون من دمشق، يجعل من سورية في وضع اكثر حرجاً، ويمكن في هذه الحال، اعتبارها شريكاً، إن لم تكن مخططاً، وفيما أقدمت المحكمة على مثل هذه الخطوات، ما هو رد فعل كل من دمشق وحزب الله؟ وأين يقع ملف السكود في هذا السياق؟
لم يكن التقارب اللبناني الرسمي مع دمشق في الآونة الاخيرة مجرد رغبة من قبل الجانبين، بل كان جزءاً من الترتيبات الاقليمية التي قادتها الولايات المتحدة من خلال التدخل السعودي المباشر في هذا الملف، القصد الأساسي، هو ابتعاد سورية عن حزب الله بقدر اقترابها من الحريري وحكومته، مع أن اقتراب جنبلاط من دمشق يشكل خللاً في هذه الصورة وهذا يجعل من دمشق أكثر قدرة على تلافي إشكاليات وتداعيات ما يمكن أن تتوصل اليه المحكمة الدولية.. ويأتي فتح ملف السكود، ورد الفعل الاميركي، ليفتح ملف دمشق- حزب الله، فالصواريخ تجمع بينها بينهما المحكمة الدولية تفرق بينهما إذا ارادت سورية ان تنجو من سياقات ونتائج التحقيق، والاشارات المتسارعة من قبل المحكمة تجاه حزب الله، يجب ان يضغط على سورية لإنقاذ نفسها!!