من قضايا المجتمع ( إدانة متورطين في شبكة الجماعات الإرهابية )

أحكام متفاوتة في حق 07 عناصر متهمة بالانخراط في جماعة إرهابية مسلحة

فصلت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة أول أمس الخميس في قضيتين متشابهتين تتعلقان بالانخراط في جماعة إرهابية مسلحة و تمويليها، المتهمون فيها 07 عناصر، ينتمي أحدهم إلى "كتيبة الموت" الناشطة بين ولايتي باتنة و سطيف شرق الجزائر ، ذلك بإصدار أحكام متفاوتة ما بين 05 و 03 سنوات سجنا نافذا، فيما يبقى أكمر القبض الجسدي جارية على العناصر التي ما تزال في حالة فرار

تعود حيثيات القضية الأولى إلى تاريخ 19 ماي 2009 عندما قام المتهم (ح.عبد العزيز) بتسليم نفسه أمام فرقة الدرك الوطني و هو يحمل سلاحه من نوع كلاشينكوف، معترفا بانخراطه مع الجماعات الإرهابية، و راح يسرد عليهم قصته مع أبناء "الجبل" عندما اتصلت به مجمعة من العناصر الإرهابية لاقتناء لهم مواد غذائية، و كان المتهم قد رفض في بادئ ألمر، إلا أنه و تحت الإكراه و التهديد أجْبِرَ على تلبية لهم حاجاتهم بعدما وعدوه أنها ستكون المرة الأولى و الأخيرة، بعد ذلك أوهموه بأن شخص من أقاربه بلغ عنه و أنه أصبح مصدر بحث من قبل مصالح الأمن، ، فدخله الشك و الوسواس أين توصل إلى قرار و هو الالتحاق بالجماعات الإرهابية بدلا من دخوله السجن، و من هنا بدأت عملية توريط المتهم ، الذي التحق في سنة 2006 و بقي ينشط مع الجماعات الإرهابية إلى غاية 24 جانفي 2008 ، و لما وقف على بعض عمليات التقتيل و التخريب رفض المتهم الاستمرار معهم، فقام بتسليم نفسه كاشفا عن شبكة الدعم و ألإسناد للجماعات ألإرهابية، مشيرا إلى المتهمين الأربعة الموقوفين معه..
يقول المتهم الرئيسي ( ح. عبد العزيز) أن المشاكل العائلية أجبرته على الصعود إلى الجبل ، فقد كان المتهم يسكن في بيت من الطوب يتكون من عائلة عديدة الأفراد، و هو يقع بمشتة الميزاب قرية الزورق التي تبعد بأكثر من سبعة كيلومتر عن بلدية الزيتونة ولاية سكيكدة شرق الجزائر، و هي منطقة معزولة تفتقر إلى الأمن الكافي ، باستثناء الحرس البلدي الذي لا يتعدى عدد عناصره 25 عونا، مما جعلها موقعا تتمركز فيه الجماعات الإرهابية، جعل سكان المنطقة يعيشون حالة الرعب و التهديد و الحصار من قبل هذه الجماعات..
أما المتهمون الأربعة فهم جميعهم ينتمون إلى عائلة واحدة، و يتعلق الأمر بكل من المدعو( "م". ( محمد بن محمد 74 سنة، محمد بن سعيد 67 سنة، فضيل 53 سنة يعمل ممرض، و م. نور الدين 29 سنة) ، يقطنون بنفس المنطقة، و تربطهم علاقة قرابة مع المتهم الرئيسي ( أخواله)، يصرح المتهمون الذين توبعوا بتهمة عدم ألإبلاغ عن جناية أنهم تعرضوا إلى هجوم من طرف مجموعة من العناصر الإرهابية مدججة بالسلاح و تحت التهديد و الإكراه سلموا لهم مواد غذائية تتمثل في سميد و زيت الزيتون، ، و لم يتسن لهم التبليغ عن الجماعة كون المنطقة نائية و تفتقر إلى الأمن، يقول المتهم ( م . محمد بن محمد) و هو أب لـ: 11 فردا، 05 منهم يعملون في سلك ألأمن و الجيش أنه من غير المنطق أن يدعم الإرهابيين و هو في هذه السن المتقدمة و أبناؤه يعملون في الأمن واحد منهم هو الآن يعاني من الإعاقة ( معطوب) بنسبة 60 بالمائة بسبب مواجهته للإرهاب..
ممثل الحق العام أكد أن اعتراف المتهم اعترافا صريحا بالعلاقة التي تربطه بالجماعات الإرهابية و الالتحاق بها بصفة كلية و النشاط ضمنها مع حمل سلاح ناري ملتمسا إدانته بـ: 20 سنة سجنا نافذا و 05 سنوات حبسا نافذ للمتهمين الأربعة و دفع غرامة مالية قدرها 50 ألف دينار لكل واحد، مع إلقاء القبض الجسدي على العناصر الفارة، فيما أكد دفاع المتهمين أن حالة الإكراه ما تزال قائمة طالما هناك عناصر ما تزال في حالة فرار ، و تسليط العقوبة على موكليهم و في هذه السنة قد يعرض عائلاتهم إلى الخطر أكثر من ذي قبل، ، و قد قررت محكمة الجنايات إدانة المتهم الرئيسي (ح. عبد العزيز) بـ: 03 سنوات سجنا نافذة و 50 مليون سنتيم غرامة مالية، و "شهران" حبسا نافذا مع وقف التنفيذ لمتهمين الأربعة..
ذات المحكمة أدانت في نفس اليوم كل من المتهم (س. عبد العزيز) بـ: 05 سنوات سجنا نافذا و عامان حبسا نافذا لشقيقه ( س.فارس)، و هي القضية التي تعود إلى شهر فيفري 2009 عندما تم القبض على المتهم الأول داخل مسكنه، و اعترف أنه التحق بـ: "كتيبة الموت" المشهورة و التي تنشط بين ولايتي سطيف و باتنة، و بقي معهم مدة 09 أشهر ( 2008 – 2009) و كان شقيقه فارس يزوره بين الحين و الآخر لتزويده بالمواد الغذائية محاولا إقناعه عن العدول عن هذه ألأفكار و الاستمرار في هذا الاتجاه، إلى أن أقنعه، فوضع المتهم الثاني ( فارس) بمعية شقيق آخر و هو المدعو عبد الكريم خطة لإخراج شقيقهم من هذه الورطة، و خلال مداهمة قامت بها مصالح الأمن تم القبض عليه، مصرحا أنه لم يشارك في أي عملية تقتيل أو تخريب، و كانت مهمته تقتصر في توزيع أقراص مضغوطة تحمل الفكر الجهادي، و قد أدين المتهمان بالحكم المذكور آنفا بعدما التمست النيابة العامة إدانة المتهم ألأول بـ: 20 سنة سجنا نافذا و 10 سنوات لشقيقه فارس..