تأسست منظمة الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية في 19 ماي 1975 وهذا بعد قرار من الرئيس هواري بومدين رحمه الله بضم كل الشباب الجزائري في تصور واحد و اوحد حتى يساهموا بشكل اجابي في معركة البناء و التشييد التي اتخذها الرئيس انا ذاك ، واهم فئات الشباب الذين شكلوا انطلاقة الاتحاد نذكر منهم شبيببة جبهة التحرير الوطني ، شباب الهلال الاحمر الجزائري ، الكشافة الاسلامية الجزائرية ، الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين .
لماذا المؤتمـــر؟ ( في الرّد على تساؤلات القاعدة النضالية لحزب "ج ت و" ) إن مفهوم الوطنية كما يقول الخبراء "هالة" فوق سياسية ، ذلك أن هذا المفهوم يحمل إرث صراع "الذات" مع "الآخر"، لقد كان النضال الهادف في "جبهة التحرير الوطني" ، في فترة ما كانت فيها الجزائر محاصرة بقوى الإستعمار هو تحقيق النصر و الإستقلال، ثم إعادة بناء ما خربه الإستعمار، و الحفاظ على مكتسبات الثورة و اقتصاد الوطن و المقومات الدينية للبلاد
سؤال رَدّدَهُ الكثير من المناضلين في القاعدة النضالية لحزب "جبهة التحرير الوطني"، و هم يطالبون بتقديم لهم تصوّر خاص عن المغزى من عقد "مؤتمر" كل خمس سنوات، من المدة المحددة لكل عهدة، و ربما هو السؤال الذي يتبادر الى ذهن كل منّا حتى لو كان يجلس على مقعد المسؤولية ، إذا ما كان من أجل التبادل على السلطة؟ وهي الفكرة التي أدخلت الأحزاب في أزمة و جعلتها تعيش الصراعات و الإنقسامات، لأن هذا الحلم أو الطموح سوف تتداخل فيها المصالح الشخصية قبل المصلحة العامة للحزب أو البلاد، من خلال البرنامج العام الذي يسطره الحزب، مثلما هو الشأن بالنسبة لمؤتمرات ألأحزاب الأخرى، كما يطرح المناضلون في القاعدة النضالية عن الدافع من تغيير القانون الأساسي للحزب أو تعديله أو إضافة مواد جديدة له، أو حتى مناقشته لاسيما والأغلبية لم تطلع على هذا القانون، لأنه لم يكن في متناول يديها..
مهما كانت الظروف و الأسباب لعدم وصول هذه النسخة إلى كل المناضلين (وهذا صعب طبعا، لأن توفير نسخة لكل مناضل يتطلب ميزانية خاصة يخصصها الحزب) فإن جوهر القضية لا يكمن في وصول النسخة الى المناضل، لأنه بإمكان المناضل أن يصور نسخة جديدة من النسخة الأصلية، و هذا أضعف الإيمان كما يقولون..، لقد عـَلــّـق أحد المناضلين بأنه لكل مرحلة و قانونها الخاص - بما يخدم المصالح-، و إن كانت القاعدة لا ترى مانعا لذلك، إلا أن السؤال يطرح نفسه ، هل من الممكن أن تـُقـَيّمَ القيادة الحزبية - لحزب ما - نشاطات عهدتها السابقة، و تقارن ما هو إيجابي و ما هو سلبي و من خلال هذه المقارنة يمكنها أن تعدل ما يمكن تعديله أو ترك ما هو إيجابي و إلغاء ما هو سلبي في قانونها الأساسي و نظامها الداخلي الجديد..
فمؤتمر "حزب جبهة التحرير الوطني" سواء كان التاسع أو العاشر أو المؤتمر الذي يليه، والذي يأتي بعده يعتبر انطلاقة جديدة لحركة ديمقراطية و شعبية قادرة على جمع شرائح واسعة من المؤمنين بإيديولوجية الحزب، من أجل إصلاحات بنيوية، كما يعتبر المؤتمر حركة قائمة على تجديد التعبئة النضالية تتجاوز الخلافات و الإنشقاقات في إطار "التسامح" الذي يعني "التنازل" على جزء من الحقوق لـ: "الآخر" و ربما هي " الرسالة " التي أرادت القاعدة الانضالية أن ترفعها الى الأمانة الوطنية للحزب عندما اقترحت عدم الجمع بين هيئتين و تقصد بذلك عدم الجمع بين مسؤوليتين في الحزب و هو عنصر مهم جدا لابد من إعادة النظر فيه..
إن مستقبل "الأفلان " مرهون بإعادة النظر في سياسته الداخلية سواء مع قواعده النضالية أو مع الأحزاب الأخرى بما فيها أحزاب التحالف، و لا يتحقق المطلب الثاني إلا بتحقيق المطلب الأول و هو تغيير النظرة الضيقة التي قسمت الحزب الى مجموعاتdes clans، و هذا بجمع مناضلي جبهة التحرير الوطني "كتلة واحدة" حتى تزول فكرة هذا مع فلان و ذاك مع علان، و الآخر يعمل لصالح شخص معين، أو أي أمين عام آخر الذي يفرزه المؤتمر القادم، الذي يعتبر أمنية كل المناضلين ، إذ به و فيه تجتمع القوى التي سَتـُفـْضِي إلى النّصر، و هذا يتطلب بعض الشروط، أهمها التنصل من "الأنانية الحزبية" التي سيطرت على أذهان البعض، الذين شيدوا جدارا فولاذيا بينهم و بين المناضلين بمجرد وصولهم إلى مقعد البرلمان، حتى لا ينافسونهم على مقاعد المسؤولية و يبقون وحدهم ممثلي ولايتهم..
و من دون شك أن هذه النظرة الضيقة و بكل موضوعية هي التي جعلت حزب جبهة التحرير الوطني يخسر مقاعده في بعض "البلديات" في انتخابات 2007 التي كان يستحوذ عليها، و في مقعد مجلس الأمة "السّينا" في بعض الولايات ( قسنطينة نموذجا)، و لهذا يمكن القول أن نجاح مؤتمر حزب جبهة التحرير الوطني مرهون بتعميق العلاقة بين جميع المناضلين، و نقصد بذلك استدعاء "الغاضبين" و إشراكهم في مشروع الحزب، لاسيما و القاعدة النضالية أصبحت اليوم في مستوى لابأس به من الوعي، بدليل أنها ركزت في نقاشها المشروع التمهيدي للقانون الأساسي للحزب على المسائل المتعلقة بالترشح للإنتخابات و شروط المترشح و هي قضايا تبدو مهمة و ذات أولوية، لأن من دون هذا العنصر ستكون طاقة الحزب محدودة و نجاحه يكمن في التنظيم الذاتي و المشاركة الفعالة و رفع المستوى في تنفيذ برنامج الحزب الذي يحتاج الى إطارات و كفاءات علمية يعتمد عليها..
يؤكد الخبراء السياسيون أن الحزب الناجح هو الحزب الذي يعتمد و يطبق في سياسته ما سموه بـ: "المركزية الديمقراطية"، و عرّفوا هذا المصطلح بأنه "المبدأ" الذي يتيح تفاعل الآراء داخل الحزب بين قواعده و هيئاته، بحيث يؤدي إلى مناقشة قضايا الحزب الجوهرية من القاعدة الى القمة، و وضع الخبراء شروطا معينة لتفعيل هذا المبدأ و هي الإنضباط الصارم، و الخضوع المطلق و التنفيذ الحازم ، في حين يرى آخرون أن هذا المبدأ كان عاملا في تصفية أعداد كبيرة من الأعضاء داخل الحزب بحجة عدم الإلتزام و الإنضباط، الأمر الذي خلق ما يسمى بالتكتلات، و هو ما يحدث في أحزابنا السياسية ، حيث يعتقد بعض المناضلين أن هذا المبدأ عطـّل التداول على المسؤولية في الهيئات الإنتخابية، و كان هذا التعطيل سببا في انفجار العديد من الأحزاب، أصبحت وحدة صفوف مناضليها مهددة..
إن معالجة قضية "الهوية" و "مرجعيات" جبهة التحرير الوطني في المؤتمر التاسع للحزب يعتبر (من وجهة نظري) ردا كافيا على تساؤلات المناضلين، فالحديث عن هذه المرجعية يؤدي بأصحاب هذه الفكرة و (هو شيئ طبيعي جدا) الى إعادة النظر في مفهوم "الوطنية"، و إعطاء الحق للشعب في تقرير مصيره بنفسه، أو على الأقل إشراكه، و تقرير هذا المصير يبدأ بدءًا من انتخاب الرئيس إلى أبسط مسؤول في مؤسسة ما سواء كانت (سياسية أو اقتصادية)، لأن مفهوم الوطنية كما يقول الخبراء "هالة" فوق سياسية ، ذلك أن هذا المفهوم يحمل إرث صراع "الذات" مع "الآخر"..
لقد كان النضال الهادف في جبهة التحرير الوطني ، في فترة ما كانت فيها الجزائر محاصرة بقوى الإستعمار إلى تحقيق النصر و الإستقلال، ثم إعادة بناء ما خربه الإستعمار، و اليوم نجد جبهة التحرير الوطني (بعد أن تحولت الى حزب) تناضل من أجل إزالة آليات النهب و الإختلاس التي تمارس في حق الطبقات الشعبية، و ربما هو واجب كل حزب سياسي في إزالة هذه الآليات التي تعتبر الجوهر الأساسي في مفهوم "الوطنية"، لأن الوطنية لا تعني وضع إكليل من الزهور على مقابر الشهداء فقط، أو تلاوة الفاتحة على أرواحهم الطاهرة، بل تعني الحفاظ على مكتسبات الثورة و الحفاظ على اقتصاد الوطن و المقومات الدينية للبلاد، و إتاحة الفرصة لمناقشة القضايا الجوهرية ..
فليكن المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني بداية لصفحة جديدة بيضاء لبداية علاقة متينة متماسكة ملؤها التفاهم و الإنسجام، يفتحون بها الطريق نحو المستقبل و هو بذلك سيحرك بلا ريب آمالا كبرى، من شأنها إسكات أعداء الحزب الداعين الى وضعه في المتحف، و وضع لجام على أفواههم، كما أن توطيد هذه العلاقة من شأنها إبعاد شكوك القاعدة المنضالية في القادة و حتى لا يكون هؤلاء موضع شك فيما يقولونه أو ما يقررونه، و حتى لا تكون النصوص التي تناقش مجرد (ديماغوجية مستهلكة) كما علق في ذلك أحد المناضلين..