رابح سعدان أبقى على نفس التشكيلة، حيث أنه من الصعب عليك أن تقوم بتغيير في صفوف المنتخب بينما جميع اللاعبين يقومون بعمل ممتاز في الميدان.
اللعب بقي كحال الشوط الأول، لاتغيير في النتيجة، ولكن التفوق صار بنسبة 90% لصالح الجزائريين، حيث أن المحاولات كلها باءت بالفشل، من كرة رأسية يصدها الحارس إلى كرة رأسية تصدها العارضة، ومن تسديدات قوية إلى توغلات في العمق، الريتم فرضه المنتخب الجزائري، والتنويع في اللعب ساعده على الحفاظ على بعض النفس واللياقة البدنية على عكس رفقاء دروجبا، الذين أجهدوا كثيرا في الشوط الثاني، ولكن الكرة لم ترضى الدخول إلى الشباك الإيفوارية على الرغم من المحاولات التي وإن استثمرت بشكل طيب، فإن من شأنها قتل المباراة.
خطورة ساحل العاج كلها تأتي من جيرفينهو، ولولاه لعزل دروجبا كليا، ولو عرف بلحاج الطريق إلى إيقاف هذا اللاعب الخطير، لتفوقنا على الكوت ديفوار بسباعية، لأننا كنّا سنغزوهم في منطقتهم. بلحاج تفطن إلى دوره الدفاعي في الشوط الثاني، وقدم مردودا رائعا مقارنة بالشوط الأول.
كالو لم يظهر بشكل طيب سوى أنه كان مسجل هدف السبق، لم يمد دروجبا بكرات محكمة، وأنانيته كان لها دور في تفوق المنتخب الجزائري دفاعيا.
مغني عانى عدة مرات بسبب خشونة اللعب، وبسبب الرطوبة العالية، لكنه أبدع في إيصال الكرات نحو بلحاج ومتمور الجناحين السريعين، وفي مرات عدة كان يتوغل في المناطق المحرمة ويربك الدفاع كثيرا.
تمنيت لو دخل زياية في منتصف الشوط الثاني، فقد كانت هناك فرص كثيرة يمكن تجسيدها إلى أهداف بسهولة، وكان ينقصنا لاعب ذو قامة طويلة نوعا ما ومتحرر من ضغوط المباراة إضافة إلى أنه مرتاح بدنيا، ولو دخل زياية مكان مغني مثلا، ولعبنا بطريقة 4-3-3 لكان بالإمكان تسجيل أهداف أخرى وإنهاء المباراة.
شاوشي بكل صراحة: بطل المباراة ... أنقد مرماه من كرات دروغبا وكالو وجيرفينهو، دافع عن عرينه، صمد أمام تعمد دروغبا إصابته، استبسل رغم الإصابة وكان فعلا مفتاح الفوز ... شكرا لك يا فوزي.
هدف ساحل العاج الثاني جاء في الدقيقة 89'، خطأ من وسط الميدان يزيد منصوري في مراقبة الكرة، كايتا يسدد صاروخية نحو مرمى شاوشي، فوزي يطير مع الكرة لكنها تلمس الشباك ليوقع ساحل العاج الهدف الثاني.
أكثر المتفائلين بالمنتخب الجزائري لم يتوقع عودته في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع، دقيقة بعد تسجيل هدف السبق، مغني يلعبها لزياني، زياني تمريرة في العمق لنذير بلحاج، بلحاج يرفعها، متمور يتابع الكرة بعينيه فقط دون الارتقاء ومجيد بوقرة يسجل الهدف الثاني هدف التعادل الغالي ................. فعلا دون تعليق ...
المنتخب الجزائري حاز على الكرة في مجمل الشوط الثاني بنسبة 59 %
الشوط الإضافي الأول:الشوط الإضافي الأول كان فيه ثاني تغييرات الخضر، بوعزة يدخل في مكان مغني الذي أصابه الإرهاق، بعد أن كان المدرب قد أخرج عنتر يحيى ليحل محله رحو سليمان لاعب وفاق سطيف.
الدقيقة الثانية من الشوط الإضافي، توغل من الجهة اليمنى من بوعزة، توزيعة ولكن بعيدة، يلحق عليها كريم زياني، يوقف كرته ويوزّع كرة ملّيمتريّة لرأس بوعزة، الهدف الثالث للمنتخب الجزائري.
في هذا الشوط، لا نستطيع التحدث حول خطة لعب المنتخب الجزائري، أريد فقط أن أشير إلى أنّ المنتخب الجزائري كان يلعب بـ 7 مهاجمين ... لم يكن التكتيك هو من جعل اللاعبين يفوزون وإنما حب الوطن والرغبة في الفوز جعلتهم يهاجمون بـ 10 ويدافعون بـ 10، المنتخب لم يتوقف رغم أنه بذل مجهودات أكثر من ساحل العاج، المنتخب تعب كثيرا لكنه واصل اللعب، في الجهة المقابلة الكوت ديفوار رفض اللعب وتوقّف مدافعوه عن الحركة ...
التمريرات في العمق أسفرت عن نتائج جد طيبة، حيث أن متمور استفاد كثيرا من كرات في ظهر المدافعين، لكن التعب نال منه.
لا أتذكر محاولات كثيرة في الشوط الإضافي الأول، ولكن تبين أن الاحتفاظ بالكرة كان متساويا 50 % لكل فريق.
الشوط الإضافي الثاني:استمر المنتخب الطني في الضغط على المنافس رغم أنه متفوق بنتيجة 3-2، وهذا ما كنا ننتظره من أشبال رابح سعدان في الماضي، حيث أن اللاعبين السابقين كانوا يعودون للدفاع فور تسجيلهم هدف سبق، وهذا أكبر خطأ في قاموس كرة القدم.
منتخب ساحل العاج بين أنه لا يملك نفسا لإكمال المباراة، لولا أرضية الميدان لاستطعنا استغلال الفرص التي كانت بحوزتنا، ولفزنا بنتيجة كبيرة.
زياني خرج مضطرا بعد إصابة في الفخذ -ان شاء الله سلامات- ويدخل في مكانه عبدون جمال لاعب نادي نانت الفرنسي.
عبودن أعطى رمقا إضافيا لهجوم المنتخب، حيث أنه أبان عن قدرات هائلة فيما يخص تنظيم خطي وسط وهجوم المنتخب، تفاهم كبير بينه وبين متمور. كاد يسجل هدفا تاريخيا لولا أن الكرة لمست رجل أحد المدافعين وخرجت ركنية.
غزال ضيع كرة إنهاء المباراة التي قدمها بوعزة هدية له، بسبب التعب الكبير وبسبب أرضية الميدان السيئة، وبسبب الإصابة أيضا على مستوى الرأس.
************
أفضل شوط من حيث الأداء: المنتخب الجزائري : الشوط الثاني
أفضل شوط من حيث الأداء: المنتخب الإيفواري : الشوط الأول
أكبر استحواذ للكرة من طرف المنتخب الجزائري: الشوط الثاني
أفضل لاعب في المباراة حسب الاتحادية الافريقية: مجيد بوقرة
أفضل روح رياضية : فوزي شاوشي