الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية UNJA
المقاومة الشعبية  الجزائرية للاحتلال 837940289
الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية UNJA
المقاومة الشعبية  الجزائرية للاحتلال 837940289
الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية UNJA
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية UNJA

يَـــــــــــانَــشءُ أَنْــــتَ رَجَــــــاؤُنَـــــا ,,,, وَبِـــكَ الـصَّـــبــــــاحُ قَــــدِ اقْــــتَــــــربْ
 
الرئيسيةالرئيسية  المجلةالمجلة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
اهلا بكم في شبكة الوحدة لسان حال الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية للإتصال بإدارة المنتدى نضع تحت تصرفكم بريد اكتروني unja.dz@gmail.com

~~|| جـــزائـــرنـا فــفـيـــــك بـــرغـــم الـعـــدا ســنــســــــــــود ||~~
تأسست منظمة الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية في 19 ماي 1975 وهذا بعد قرار من الرئيس هواري بومدين رحمه الله بضم كل الشباب الجزائري في تصور واحد و اوحد حتى يساهموا بشكل اجابي في معركة البناء و التشييد التي اتخذها الرئيس انا ذاك ،  واهم فئات الشباب الذين شكلوا انطلاقة الاتحاد نذكر منهم شبيببة جبهة التحرير الوطني ، شباب الهلال الاحمر الجزائري ، الكشافة الاسلامية الجزائرية ، الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين .

 

 المقاومة الشعبية الجزائرية للاحتلال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
unja.dz
المدير
المدير
unja.dz


ذكر
عدد المساهمات : 1781
نقاط التميز : 8308
تاريخ التسجيل : 28/12/2007
الموقع unja

المقاومة الشعبية  الجزائرية للاحتلال Empty
مُساهمةموضوع: المقاومة الشعبية الجزائرية للاحتلال   المقاومة الشعبية  الجزائرية للاحتلال Empty1/17/2011, 17:39

المقاومة الشعبية الجزائرية للاحتلال



بدأت
المقاومة الجزائرية للاحتلال الفرنسي منذ سنة 1246هـ،
1830م أولى سنوات الاحتلال
نفسها. وكانت على نوعين: مقاومة رسمية ومقاومة شعبية
. وقد بدأ النوع الأول داي
الجزائر واستمر بعد سقوط مدينة الجزائر في غرب القطر
الجزائري بقيادة حسن باي وهران إلى أواخر 1249هـ، 1833م، وفي شرق
القطر بقيادة باي
قسنطينة إلى سنة 1253هـ، 1837م.
وبدأ النوع الثاني من المقاومة عندما بايعت قبائل
منطقة وهران في غرب الجزائر في صيف 1248هـ، 1832م الأمير عبد
القادر بن محيي الدين
ليقودها في الجهاد ضد
الفرنسيين، فقادها في حركة مقاومة استمرت إلى سنة 1260هـ،
1844م. وقد سيطر عبد القادر على ثلثي أراضي الجزائر متخذًا من مدينة
معسكر عاصمة له
وأنشأ فيها مصانع حربية
أيضًا، واستطاع أن يحصر المستعمر الفرنسي على الساحل غير
قادر على التوغل إلى عمق البلاد، مما ألجأ هذا الأخير إلى سياسة
المكر والمفاوضة،
فعقد مع الأمير عبد
القادر معاهدتين، واحدة سنة 1250هـ، 1834م وثانية سنة 1253هـ،
1837م، تمكن بينهما الجنرال كلوزل من احتلال مدينة معسكر. ولما عاد
القتال بعد
المعاهدة الثانية في سنة 1255هـ،
1839م اضطر الأمير إلى الانسحاب إلى المغرب الأقصى
للاستنجاد بسلطانه. لكن الفرنسيين أجبروا هذا الأخير على عقد صلح
معهم سنة 1260هـ،
1844م التزم بموجبه بإجلاء
الأمير عبد القادر، الأمر الذي هيأ لاستسلامه سنة
1261هـ، 1845م وأسره فبقي في
الأسر حتى 1301هـ، 1883م
.

لم
تهدأ القبائل
فتتالت الانتفاضات
الشعبية، وشن الجنرال راندون حملات انتقامية ضد القبائل
الجزائرية مرتكبًا بحقها فظاعات يندى لها جبين الإنسانية. ومن
تلك الانتفاضات
انتفاضة بني سناسن سنة 1276هـ،
1860م، وانتفاضة أولاد سيدي الشيخ من 1281 إلى
1284هـ (1864 - 1867م)،
وانتفاضة المقراني من نهاية 1287هـ إلى أواخر 1288هـ (1871
- 1872م). وقد كانت هذه الانتفاضة الأخيرة من أكثر الانتفاضات خطرًا
على فرنسا،
لأنها تصادفت مع هزيمة
فرنسا أمام ألمانيا سنة 1870م، ودخول القوات الألمانية باريس
وقيام انتفاضة الكمونة ضد الحكومة في
العاصمة الفرنسية نفسها. وتميزت انتفاضة
المقراني بشدتها واتساع رقعتها، ذلك أنها اندلعت شرقي القطر
الجزائري فعمت جبال
القبائل أولاً وإقليم
قسنطينة ثم امتدت حتى أطراف سهل الميتجة غربًا وبسكرة جنوبًا،
وأصبحت تسيطر على ثلث أراضي الجزائر. إلا
أن عمرها كان قصيرًا، فقد استشهد أبرز
زعمائها محمد أحمد المقراني في المعارك الأولى في الحادي عشر من
فبراير عام 1871م،
مما شتت الأطراف التي
شاركت في هذه الانتفاضة ودفعها للمفاوضة من أجل التسليم، رغم
أن بومرزاق المقراني، الذي خلف أخاه في
زعامة الانتفاضة قد واصل الكفاح المسلح حتى
أسرته القوات الفرنسية ومن بقي من أتباعه في شهر ذي القعدة 1288هـ
(يناير 1872م
). وقد تلت هذه الانتفاضة
أكبر محاكمة من نوعها في فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر،
وكانت أحكامها ذات طابع انتقامي، هدف إلى ردع الوطنيين حتى لا
يحدّث أحدٌ نفسه
بالانتفاضة مستقبلاً. وقد
تمثلت في صدور 6,000 حكم بالإعدام خفف معظمها فيما بعد
إلى الإبعاد إلى جزيرة كاليدونيا الجديدة الفرنسية جنوبي المحيط
الهادئ، وشمل ذلك
الإبعاد بومرزاق وأسرة
الشيخ الحداد. وفرض غرامات مالية باهظة على القبائل التي
شاركت في الانتفاضة بلغت 36,5 مليون فرانك ومصادرة 500 ألف هكتار
من أراضي تلك
القبائل سلمت للمستعمرين.
وقد كان لأساليب القمع الوحشية التي واجهت بها السلطات
الفرنسية الأهالي أثناء الانتفاضة وبعدها أثر في بث روح اليأس في
نفوس الجزائريين؛
فبعد انتفاضة أولاد سيدي
الشيخ بزعامة بوعمامة سنة 1298هـ، 1881م، التي أخضعت بعدها
فرنسا المناطق الصحراوية وأعلنت ضم واحات
المزاب، ساد الهدوء البلاد الجزائرية حتى
الحرب العالمية الأولى.


الحركة
الوطنية الجزائرية

تأخر
ظهور فكرة
الوطنية في الجزائر إلى
ما بعد الحرب العالمية الأولى ببضع سنوات. وذلك راجع إلى
مدى الضرر الذي لحق بالثقافة العربية، وإلى ضآلة الطبقة المتوسطة
بتلك البلاد،
نتيجة انتزاع الاستعمار
لمصادر الثروة من أيدي سكانها ووضعها بأيدي المستوطنين
الأجانب. ومع ذلك فلم تعدم الجزائر بقية من مجتمعها العربي
الإسلامي العريق. فظل
أفرادها يرنون إلى دار
الخلافة على أنها المخلص الطبيعي، ودعوا إلى فكرة الجامعة
الإسلامية لمواجهة الاستعمار الأوروبي. وقد
تزعم هذه الحركة بالجزائر سنة 1328هـ،
1910م المحامي أحمد بوضربة
والصحفي الصادق دندان ورجل المال الحاج عمار. وفي سنة
1330هـ، 1912م قدم أربعة من
الشبان الجزائريين، عريضة إلى الحكومة الفرنسية يطالبون
فيها برفع القوانين الاستثنائية، والتسوية بين الجزائريين
والفرنسيين في الحقوق
والواجبات. وكانت هذه هي
الخطوة الأولى نحو ما يعرف بسياسة الإدماج. وأثناء الحرب
العالمية الأولى جندت فرنسا عشرات الآلاف من الجزائريين، أشركت
آلافًا منهم في
القتال على الجبهات
وأرسلت الآخرين للعمل في المصانع الحربية والمناجم، وأتيح لعدد
من الضباط الجزائريين الترقي إلى رتب
عالية في الجيش الفرنسي حتى رتبة عقيد. وقد
عقد هؤلاء الآمال على مؤتمر فرساي، فتزعموا بعد الحرب، وفي
مقدمتهم الأمير خالد بن
محي الدين أحد أحفاد
الأمير عبد القادر، الدعوة للإصلاح على أساس بقاء الجزائر
جزءًا من الأراضي الفرنسية. فألف الأمير
ما أسماه بكتلة المنتخبين المسلمين
الجزائريين، التي ركزت
أهدافها في إصلاح الأحوال الاجتماعية وإيقاف هجرة المستوطنين
ومساواة الجزائريين بالفرنسيين في
الانتخاب والتمثيل في المجالس بمختلف مستوياتها
. وأصدرت الكتلة جريدة
الإقدام للمناداة بفكرة الإدماج. بيد أن الأمير تعرض للإبعاد،
ولما سمح له بالعودة إلى فرنسا سنة 1336هـ،
1928م، اتصل بوطنيين جزائريين ومغاربة
من أجل العمل المشترك على مستوى المغرب العربي. انظر: الأحزاب
السياسية العربية؛
الثعالبي، عبد العزيز. وهي
الفكرة نفسها التي نادى بها من قبل الزعيم التونسي عبد
العزيز الثعالبي ذو الأصل الجزائري ورفاقه، وعمل من أجل تجسيدها
مناضلون تونسيون
وجزائريون منذ ما قبل
الحرب العالمية الأولى. ومن مظاهرها إصدار محمد باش حانبة في
جنيف مجلة المغرب وتأسيسه لجنة لتحرير
تونس والجزائر سنة 1334هـ، 1916م، التي وجه
باسمها برقية إلى مؤتمر فرساي فيما بعد. وفي السنة نفسها أسس
أخوه علي باش حانبة في
الآستانة لجنة لتحرير
المغرب العربي إلى جانب منظمة لتنظيم فيلق من الجنود المغاربة
الذين أسرتهم الجيوش العثمانية والألمانية
قصد إعدادهم لخوض معركة تحرير مسلحة في
تونس والجزائر. وقد سار مصالي الحاج على فكرة النضال نفسها على
مستوى المغرب العربي
في بداية عمله السياسي. ومع
أن الحركة السياسية في الجزائر قد ألغت فكرة الإصلاح
ضمن الحماية الفرنسية من برنامجها منذ سنة 1330هـ، 1912م، إلا أن
فئة قليلة ظلت
متشبثة بها، فقد بقيت
فكرة الإدماج مسيطرة بين المثقفين الجزائريين إلى فترة ما قبل
الحرب العالمية الثانية. ومن أشهر هؤلاء
فرحات عباس وابن جلول والأخضري، ومعظمهم
أعضاء في المجالس البلدية أو مجالس الوفود المالية أو موظفون
بالإدارة. ففي سنة
1930م ألف هؤلاء اتحاد
المنتخبين المسلمين بزعامة ابن جلول، وكان هدفه الأساسي
الإدماج التدريجي تحت قيادة النخبة من المثقفين في الحياة
الفرنسية وتحسين أحوال
الجزائريين. وقد لقي هذا
الاتجاه تشجيعًا كبيرًا من حكومة الجبهة الشعبية الفرنسية
سنة 1355هـ، 1936م، وعندما وضع رئيس
الحكومة بلوم مع الوزير فيوليت مشروعًا يقضي
بمنح الجزائريين حق المواطنة الفرنسية تدريجيًا مع اتخاذ إجراءات
احتياطية، أيدته
جماعة الاتحاد، لكن
البرلمان الفرنسي بعد سقوط حكومة بلوم رفض ذلك المشروع على
الرغم من عدم توفره على الحد الأدنى من
حقوق الشعب الجزائري. ولما يئس الإدماجيون
بتعاقب الحكومات اليمينية على السلطة بفرنسا، سعوا للتكتل مع
الاتجاهات الوطنية
الأخرى.

ومن
هذه الاتجاهات نذكر جماعة العلماء الذين كان لهم أثر مهم في
إرساء القواعد النظرية لفكرة الوطنية
الجزائرية القائمة على العروبة والإسلام. ففي
سنة 1344هـ، 1926م أسس بعض الشيوخ العلماء نادي الترقي في مدينة
الجزائر بقصد إحياء
التراث العربي، وتركزت
جهودهم على المحافظة على طهر العقيدة الإسلامية من الشوائب
والبدع الدخيلة، ومقاومة الطرقية التي خدم
عديد من زعمائها الاستعمار الفرنسي. ومن
هنا اعتبرت حركة العلماء الجزائريين واحدة من حركات الإحياء
السلفي، وقد كان لكثير
من أعضائها اتصالات بالحركات
الإصلاحية في المشرق العربي. فالشيخ الطيب العقبي
مثلاً تلقى تعليمه بالحجاز وعمل زمنًا مع الملك عبد العزيز آل
سعود. كما كان
لكتابات الشيخ محمد عبده
ورشيد رضا تأثير كبير في توجيه أفكارهم. وفي سنة 1350هـ،
1931م أسس العلماء الجزائريون
بمدينة قسنطينة جمعية رسمية برئاسة الشيخ عبد الحميد
بن باديس، وهو من خريجي جامع الزيتونة بتونس. وقام الطيب العقبي
على نشر أفكار تلك
الجمعية في إقليم
الجزائر، والبشير الإبراهيمي في وهران الذي تولى رئاسة الجمعية
بعد وفاة مؤسسها سنة 1358هـ، 1940م.

كان
ابن باديس قد أصدر مجلة الشهاب ثم
مجلة البصائر، وافتتحت
الجمعية عددًا من المدارس وأرسلت البعثات إلى جامعات
الزيتونة والأزهر والقرويين وإلى مدارس الشام والعراق، مما مهد
لإحداث فروع لجامع
الزيتونة ببعض المدن
الجزائرية. وكان شعار الجمعية شعب الجزائر مسلم وللعروبة
ينتسب. وطالبت هذه الجمعية في مؤتمرها التاسع بالاعتراف باللغة
العربية لغة وطنية
ومنح حرية الدين والعبادة
وإعادة الأوقاف إلى الإدارة الإسلامية وتنظيم المحاكم
الشرعية. وقد استقال الشيخ العقبي منها سنة 1356هـ، 1937م لأنها
رفضت تجديد الولاء
لفرنسا.

ومن
هذه الحركات الوطنية حركة هيئة نجم شمال إفريقيا، التي أسسها
مصالي الحاج بباريس سنة 1344هـ، 1925 ـ 1926م،
وأصبح رئيسًا لها سنة 1345هـ، 1927م
. انظر: الأحزاب السياسية
العربية
.

وقد
سيطر العمال الجزائريون على النجم
. وتعرض النجم للحل من
قِبَل الحكومة الفرنسية سنة 1929م، فانتقل للعمل السري. وعاد
إلى الظهور من جديد سنة 1352هـ، 1933م،
فعقد مؤتمرًا عامًا بفرنسا صدر عنه قرار
مطول يتألف من قسمين: قسم أول طالب بالحريات الأساسية للجزائريين
وبإلغاء جميع
القوانين الاستثنائية وفي
مقدمتها قانون السكان الأصليين، وبمساواة الجزائريين
بالمستوطنين في التوظيف وتطبيق قوانين العمل وفي التعليم، مع جعل
التعليم إلزاميًا
وبالعربية، واعتبار اللغة
العربية رسمية بالدوائر الحكومية. وقسم ثان نص على
المطالبة بالاستقلال الكامل للجزائر وجلاء القوات الفرنسية،
وتأليف جيش وطني وجمعية
تأسيسية منتخبة تتولى وضع
دستور للبلاد، وحكومة ثورية وطنية. كما نص على أن تملك
الدولة جميع وسائل الإنتاج والمرافق العامة وإعادة الأراضي إلى
الفلاحين
الجزائريين، مع مساعدتهم
بتقديم القروض لهم. وبذلك سبق نجم شمال إفريقيا، بحكم
نشأته العمالية. وقد قابلت فرنسا تلك المطالب بحل النجم، فأعاد
مصالي الحاج تكوينه
في سنة 1934م باسم جديد
هو الاتحاد الوطني لمسلمي شمال إفريقيا. لكن السلطات
الفرنسية اعتبرته هيئة غير مشروعة وحكمت على مصالي الحاج بالسجن.
بعد ذلك تعرف هذا
الأخير في جنيف بسويسرا
على الأمير شكيب أرسلان وتأثر به، مما جعله يعارض اقتراحات
بلوم ـ فيوليت ويزيد في الاتصال بالحركة
الإصلاحية الجزائرية. وعندما عاد مصالي
الحاج إلى الجزائر في صيف 1355هـ، 1936م رأت حكومة الجبهة
الشعبية الفرنسية في هذه
الحركة منافسًا خطيرًا
لها في أوساط الشباب الجزائري، فحلتها في 19 شوال 1356هـ،
2/1/1937م لتظهر من جديد بفرنسا في محرم 1357هـ، مارس 1937م باسم حزب
الشعب
الجزائري، الذي تعرض
زعماؤه، بمن فيهم مصالي الحاج، للاعتقال والمحاكمة والسجن،
وذلك بعد مشاركتهم في الانتخابات البلدية
بالجزائر
.

وتجدر
الملاحظة بأن
الاتجاهات المختلفة
العاملة على الساحة الجزائرية بدأت تحاول التقارب فيما بينها
بعد خيبة الأمل التي ألحقتها حكومة الجبهة
الشعبية بالجزائريين. ولما نشبت الحرب
العالمية الثانية وتولت حكومة المارشال بيتان الحكم في فرنسا،
بعد توقيع الهدنة مع
ألمانيا في جمادى الأولى 1359هـ،
يونيو 1940م، سلكت مسلكًا عنصريًا تمثل في إبعاد
العرب عن أي نشاط سياسي، وحكمت على مصالي الحاج سنة 1941م بالسجن
ثم نفته إلى جنوب
الجزائر. مما دفع
الوطنيين الجزائريين للعمل على الاتصال بجند الحلفاء عندما نزلوا
بالجزائر في 2/11/1361هـ، 11/11/1942م. وقد
ظهر فرحات عباس في مقدمة الحركة الوطنية
الجزائرية خلال السنوات الباقية للحرب 1942-1945م، وبدأ نشاطه
عندما تقدم مع 22 من
أعضاء مجالس الوفود
المالية بعدد من المطالب إلى القيادة الأمريكية والسلطات
الإدارية الفرنسية. ومع أن أصحاب العريضة حاولوا استرضاء تلك
السلطات بتقديم مذكرة
أخرى معتدلة فإنها تمسكت
بموقفها الرافض للحوار، الأمر الذي جعلهم يصدرون بيانًا في
26/1/1362هـ، 2/2/1943م أصبحوا يعرفون به أصدقاء البيان. انظر: الأحزاب
السياسية
العربية.

وقد
بدأ البيان بسرد قائمة حساب عن الاحتلال الفرنسي وكيف أدى إلى
تلك الحالة المحزنة من البؤس والجهل،
وطالب بحياة وطنية ديمقراطية للجزائر. ثم أردف
أصدقاء البيان بيانهم بملحق تضمن مقترحات تطالب بدولة جزائرية
مستقلة استقلالاً
ذاتيًا وانتخابات جمعية
تأسيسية لوضع دستور لتلك الدولة، مع الإشارة إلى أن ذلك لا
يحول دون تنظيم اتحاد لشمال إفريقيا مع
المغرب وتونس. بيد أن الحاكم العام الفرنسي
الجديد، الجنرال كاترو، رفض هذه المطالب جميعها، وحل الهيئات
التي يشترك فيها
الجزائريون، وفرض الإقامة
الجبرية على فرحات عباس وغيره من الزعماء. وقد حاول
الجنرال ديجول في تصريحه بمدينة قسنطينة في ذي الحجة 1362هـ،
ديسمبر 1943م استرضاء
الوطنيين، وأصبح ذلك
أساسًا لقانون مارس 1944م الذي رفضته جماعة فرحات عباس، واشترك
معها في رفضه جماعة العلماء ومصالي الحاج،
مما هيأ لنجاح فرحات عباس في عقد مؤتمر
شامل في 1364هـ، مارس 1945م حضرته الجماعات الثلاث بهدف توحيد
الكفاح الوطني، الأمر
الذي أثار المستوطنين،
فردوا بمذبحة قسنطينة في جمادى الثانية 1365هـ، مايو 1945م،
التي اشتركوا فيها مع الجيش الفرنسي في
إبادة ما قدره الجزائريون بخمسة وأربعين ألف
جزائري، وقدره الضباط الفرنسيون أنفسهم بما يتراوح بين ثمانية
وعشرة آلاف ضحية. كما
تلا المذبحة إعلان
الأحكام العرفية وقبض على 4,500 من أعضاء الحركة الوطنية
وزعمائها، فحكم على 90 منهم بالإعدام ونفذ فيهم، وعلى 64
بالأشغال الشاقة المؤبدة
. وقد أنذرت هذه الأحداث
الجزائريين بأن النضال السياسي لن يجدي كثيرًا، خاصة وأن
الحكومات الفرنسية كانت أقل إدراكًا للتطور الذي شهده العالم بعد
انتهاء الحرب
العالمية الثانية. وقد
أثبتت جميع الإجراءات التي اتخذت لمواجهة الحركة الوطنية
الجزائرية تمسك فرنسا بالسيادة على الجزائر، ولم تخرج جميع
الحلول الفرنسية عن هذا
الاتجاه قبل مشروع ديجول
لسنة 1959م. وحتى قانون 20/9/1947م، 16 ذي القعدة 1366هـ
الذي يعتبره الفرنسيون حلاً وسطًا بين وجهة نظر اليمين المتطرف
الذي يرغب في بقاء
الوضع بالجزائر دون
تغيير، وبين وجهة نظر اليسار الذي جعل الاندماج أساسًا لسياسته
الجزائرية، مع تعبيره عن استعداده للقبول
بجميع النتائج التي تترتب عن الإدماج
الحقيقي، ومنها أن يكون للجزائر حق انتخاب خمسة أعضاء في مجلس
النواب الفرنسي. إلا
أن الحكومة الفرنسية لم
تطبق هذا الحل. وقد أبطل الحاكم العام نيجيلين بعض
الإجراءات الإصلاحية التي أدخلها سلفه شاتينيو، وأصبح تدخل
الإدارة في الانتخابات
الجزائرية مثلاً يضرب على
التزييف. فجاءت انتخابات المجلس الجزائري (وهو صورة جديدة
لمجلس الوفود المالية السابق) في عهد
الحاكم العام المذكور بهزيمة ساحقة للحزبين
الوطنيين الرئيسيين، حركة الانتصار للحريات الديمقراطية الذي
يتزعمه مصالي الحاج،
والاتحاد الديمقراطي
لأنصار البيان الجزائري الذي يتزعمه فرحات عباس. وكذلك كان
الحال في الانتخابات البرلمانية للدورة
التشريعية الثانية سنة 1951م. الأمر الذي
جعل الأحزاب الجزائرية تتفق على نبذ فكرة النضال عن طريق
المؤسسات النيابية
الفرنسية، وتحاول تأسيس
جبهة وطنية. وقد نجحت في عقد مؤتمر بينها سنة 1951م، لكن
خلافات ظهرت بين العناصر الرئيسية بخصوص المبادئ وطريقة تنظيم
العمل من أجل استقلال
الجزائر. وحينذاك شرع بعض
أعضاء حركة الانتصار للحريات فعلاً في تشكيل قوة عسكرية
سرية أسموها المنظمة الخاصة، كان من بين أعضائها أحمد بن بيلا
وحسين آيت أحمد ومحمد
خيضر، أخذت في جمع
الأسلحة وقامت ببعض العمليات. وقد نجح فريق الشبان الذي سيطر على
اللجنة المركزية للحركة في الدعوة لمؤتمر
في صيف 1953م ببلجيكا، دعت فيه اللجنة إلى
تحديد المبادئ السياسية للحزب بما فيها تنظيم دقيق لمراحل الكفاح
من أجل الاستقلال
التي ستنتهي بالثورة
المسلحة. انظر: أحمد بن بيلا؛ آيت أحمد، حسين
.


الثورة
الجزائرية الكبرى

شهد
الجزائريون سنة 1954م (1373- 1374هـ
) كيف بدأ الكفاح المسلح في
تونس والمغرب الأقصى يعطي ثماره. وقد قدر عدد الجزائريين
العاملين بالجيش الفرنسي في تلك السنة بـ 160 ألفًا، شارك منهم
عشرات الآلاف في حرب
الهند الصينية، ورأوا
بأنفسهم كيف حققت ثورة وطنية آسيوية نصرًا كاسحًا على
الاستعمار الفرنسي. وكانت أوضاع الجزائريين في ظل الاستعمار
تزداد سوءًا، بحيث قدرت
الإحصائيات الرسمية عدد
العاطلين منهم عن العمل ما بين 900 ألف ومليون ونصف
المليون. وكان أكثر من خمسة ملايين فدان من أخصب الأراضي
الزراعية الجزائرية بيد
21,659 مستوطن أوروبي، في حين
كان 6,3 ملايين يعيشون على استثمار عشرة ملايين فدان
فقط. ولم تكن المدارس لتستوعب أكثر من ثُمْن الأطفال الجزائريين
الذين هم في سن
الدراسة، وما كان يصل
منهم إلى المرحلة الثانوية أكثر من العُشر. ولم يترك لأهل
البلاد من الوظائف الإدارية سوى أربعة
آلاف من مجموع 26 ألفًا. كل هذه الظروف هيأت
التربة الصالحة لاحتضان ثورة ليلة الرابع من ربيع الأول 1374هـ (غرة
نوفمبر 1954م
) ونجاحها.

ففي
أوائل سنة 1954م كانت قد تشكلت اللجنة الثورية للاتحاد والعمل
من مجموعة شبان، كان معظمهم أعضاء في حركة
الانتصار للحريات وعملوا في الجيش
الفرنسي أثناء الحرب
العالمية الثانية. منهم أحمد بن بيلا، وحسين آيت أحمد ومحمد
بوضياف. وفي صيف السنة نفسها عقدت اللجنة
مؤتمرًا سريًا بأوروبا الغربية، واتخذت
قرارًا بإعلان الثورة. وفي ليلة الأول من نوفمبر نسق الوطنيون
حوالي 30 هجومًا في
جميع أنحاء الجزائر على
أهداف عسكرية مختلفة ومراكز للشرطة. وتلا ذلك تكوين لجان
ثورية متفرقة اندمجت جميعًا في هيئة واحدة باسم جبهة التحرير
الوطني الجزائري
. انظر: الأحزاب السياسية
العربية. وبلغت الثورة أوج قوتها من حيث امتداد سلطتها على
أكبر رقعة من الأرض في سنة 1956م، كما
امتد نشاطها إلى الأراضي الفرنسية نفسها منذ
صيف 1958م. وقد سيطر القادة العسكريون على الجبهة في مرحلتها
الأولى، إلى أن قرر
مؤتمر وادي الصمام، الذي
انعقد داخل الجزائر في 20 أغسطس 1956م، إنشاء المجلس
الوطني للثورة. فأصبح هذا المجلس يمثل أعلى جهاز بجبهة التحرير،
يوجه سياسة الجبهة
ويتخذ القرارات المتعلقة
بمستقبل البلاد، وله وحده الحق في إصدار أمر وقف إطلاق
النار، بالإضافة إلى لجنة التنسيق والتنفيذ التي أصبحت مسؤولة عن
توجيه جميع فروع
الثورة العسكرية
والسياسية والدبلوماسية وإدارتها، وأصبح جميع القادة العسكريين
والسياسيين القائمين بالنشاط الثوري
مسؤولين بصورة مباشرة أمامها. ثم تقرر في مؤتمر
طنجة في أبريل 1958م، بالاتفاق مع حكومتي تونس والمغرب، تأسيس
حكومة مؤقتة
للجمهورية الجزائرية،
وأعلن عن تكوينها فعلاً يوم 19 سبتمبر 1958م (5 ربيع الأول
1378هـ) برئاسة فرحات عباس. وقد تولى رئاستها بعده يوسف بن خدة في
أغسطس 1961م
(1381هـ). كما بعثت جبهة
التحرير الاتحاد العام للعمال الجزائريين، واتحاد الطلاب
الجزائريين، واتحاد التجار وصغار رجال الأعمال الوطنيين، وأصدرت
مجلة عربية تتحدث
باسمها تُدعى المجاهد
الحر
.

وقد
ظلت الحكومة الفرنسية تحاول التقليل من
أهمية الثورة حتى أبريل 1955م، حين أعلنت حالة الطوارئ بالجزائر
لمدة ستة أشهر،
منحت بمقتضاها السلطات
الإدارية صلاحيات واسعة استثنائية، منها إنشاء محاكم عسكرية
حلت محل المحاكم الجنائية. وقد اضطرت
فرنسا إلى تجديد العمل بهذا القانون، لأن
الثورة استمرت أكثر مما كانت تتوقع. وارتبط بها الأشخاص
المولودون في الجزائر
والمقيمون بالأراضي
الفرنسية، وذلك سنة 1957م في عهد حكومة بورجيس مونوري، وقد أدى
الجزائريون المقيمون بفرنسا دورًا مهمًا
في الثورة من الناحية المالية. جربت فرنسا
كل أساليب القمع، فزادت قواتها بالجزائر إلى ما يقارب نصف مليون
رجل، وعزلت الجزائر
بالأسلاك المكهربة عن
تونس والمغرب لمنع المدد عن الثوار، وشاركت في حرب السويس ضد
مصر سنة 1375هـ، 1956م لإجبار الحكومة
المصرية كي تمتنع عن دعم ثوار الجزائر
بالأسلحة والعتاد والدعم السياسي. انظر: أزمة السويس. لكن الثورة
الجزائرية أصبحت،
بعد مضي أربع سنوات، من
الأهمية بحيث امتد أثرها إلى داخل فرنسا ذاتها. وتعد عودة
ديجول إلى الحكم، وقيام الجمهورية الخامسة
نتيجة مباشرة لفشل فرنسا في قمع الثورة
. وقد تمهد السبيل للانقلاب
بعد أن جرت الحرب الجزائرية الجيش للخوض في السياسة، وتم
الانقلاب فعلاً في 13 مايو 1958م بقيادة فرقة المظلات. لكنه فشل،
لأن أهداف
القائمين به لم تكن واحدة.
كما تمهد السبيل لكي تقبل الجمعية الوطنية، بأغلبية
ساحقة. تولّى ديجول رئاسة الحكومة مع سلطات مطلقة خاصة بناء على
طلبه. وقبل أن يعلن
هذا الأخير عن مشروعه في 16
سبتمبر 1959م بخصوص السياسة الجزائرية، اتخذ عدة
إجراءات تنم ضمنًا عن أنه كان يتجه إلى فكرة الإدماج. وكان ذلك
المشروع يحتوي على
الاعتراف بحق الجزائر في
تقرير مصيرها حتى ولو أدى ذلك إلى الانفصال عن فرنسا، لكنه
أحاط ذلك المبدأ بقيود وتحفظات جعلت
المشروع في مجموعه غير مقبول بتاتًا من جبهة
التحرير الجزائرية. وازدادت علاقات ديجول بالمستوطنين الفرنسيين
سوءًا، وقاموا في
مدينة الجزائر بأول حركة
تمرد واسعة من 26 يناير إلى 2 فبراير 1960م. وتكتلت أحزاب
اليمين في فرنسا باسم جبهة الجزائر
الفرنسية برئاسة جورج بيدو، وقام أربعة من
الجنرالات (سالان، وشال، وزيلر، وجوهو) بمحاولة انقلابية ضد
الجمهورية الخامسة فيما
بين 22 و26 إبريل 1961م
لكنها قمعت. وعندما قام ديجول بزيارته للجزائر في 10 ديسمبر
1960م شعر بأن كل إجراء يتخذ بدون الاتفاق مع جبهة التحرير سيكون
مآله الفشل
الذريع.

وإزاء
تصاعد الثورة الجزائرية، وعجز فرنسا عن القضاء عليها،
ومناداة الرأي العام الفرنسي نفسه بالجلاء عن الجزائر، نتيجة لما
جرته الحرب على
الفرنسيين من خسائر بشرية
واقتصادية بالغة الأهمية، بالإضافة إلى التأييد العالمي
الذي لقيته القضية الجزائرية، والذي تجسد يوم 17 من ربيع الأول1380هـ
الموافق 19
ديسمبر1960م في إقرار
الجمعية العامة للأمم المتحدة توصية اللجنة السياسية القاضية
بحق الجزائر في الاستقلال. كل هذه الأسباب
دفعت فرنسا، بقيادة ديجول، للقبول
بالتفاوض مع جبهة التحرير
الوطني الجزائرية. فجرت مفاوضات إيفيان بين 6 و 17 رمضان
1382هـ الموافق 10 و 17
فبراير 1962م، التي تعثرت أول الأمر، لكنها أدت في النهاية
إلى عقد اتفاق بين الطرفين قضى بوقف إطلاق
النار، وقد جرى إثر ذلك استفتاء أبدى فيه
الجزائريون رغبتهم الأكيدة في الاستقلال، فتم إعلان استقلال
الجزائر في 25 من
المحرم 1382هـ الموافق 27
من يونيو 1962م، واعترفت الدول به. واختير أحمد بن بيلا
أول رئيس للجمهورية الجزائرية، التي كانت قد انضمت إلى جامعة
الدول العربية في 16
يونيو، وإلى الأمم
المتحدة في 8 أغسطس من السنة نفسها
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://unja.yoo7.com
 
المقاومة الشعبية الجزائرية للاحتلال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شعار الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
» خدماتنا المجانية...من باب الرقابة الشعبية على عدالة القزم
» عضو حركة المقاومة الإسلامية حماس
» المقاومة تنتظر موعد المواجهة الكبرى
» المقاومة توقف عملياتها وتمهل إسرائيل أسبوعا للانسحاب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية UNJA :: قسم التربية والتعليم :: منتدى الدعم التربوي و البحوث المدرسية-
انتقل الى: