الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية UNJA
الضغوط النفسية وطرق التعامل معها في القرآن الكريم  837940289
الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية UNJA
الضغوط النفسية وطرق التعامل معها في القرآن الكريم  837940289
الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية UNJA
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية UNJA

يَـــــــــــانَــشءُ أَنْــــتَ رَجَــــــاؤُنَـــــا ,,,, وَبِـــكَ الـصَّـــبــــــاحُ قَــــدِ اقْــــتَــــــربْ
 
الرئيسيةالرئيسية  المجلةالمجلة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
اهلا بكم في شبكة الوحدة لسان حال الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية للإتصال بإدارة المنتدى نضع تحت تصرفكم بريد اكتروني unja.dz@gmail.com

~~|| جـــزائـــرنـا فــفـيـــــك بـــرغـــم الـعـــدا ســنــســــــــــود ||~~
تأسست منظمة الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية في 19 ماي 1975 وهذا بعد قرار من الرئيس هواري بومدين رحمه الله بضم كل الشباب الجزائري في تصور واحد و اوحد حتى يساهموا بشكل اجابي في معركة البناء و التشييد التي اتخذها الرئيس انا ذاك ،  واهم فئات الشباب الذين شكلوا انطلاقة الاتحاد نذكر منهم شبيببة جبهة التحرير الوطني ، شباب الهلال الاحمر الجزائري ، الكشافة الاسلامية الجزائرية ، الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين .

 

 الضغوط النفسية وطرق التعامل معها في القرآن الكريم

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
جامعة قسنطينة
عضو أساسي
عضو أساسي
جامعة قسنطينة


ذكر
عدد المساهمات : 205
نقاط التميز : 5715
تاريخ التسجيل : 07/12/2009

الضغوط النفسية وطرق التعامل معها في القرآن الكريم  Empty
مُساهمةموضوع: الضغوط النفسية وطرق التعامل معها في القرآن الكريم    الضغوط النفسية وطرق التعامل معها في القرآن الكريم  Empty11/19/2010, 11:34


الضغط النفسي : حالة من عدم التوازن الناجم عن تعرض الفرد لانفعالات نفسية سيئة تتسم بالقلق والتوتر والضيق والتفكير المرهق في أحداث وخبرات حياتية تعرض لها في الماضي أو يعيشها حاضراً أو يخشى حدوثها مستقبلاً, وتسبب اضطرابات فسيولوجية ضارة.

تناول الباحث بعض الضغوط النفسيةالتي تؤرق الإنسان وتجعله يشعر بالضيق والقلق والتوتر, والتي تحدث عنها القرآن الكريم ومنها:
1. الضغط الناتج عن الاغترابالنفسي:
لقد صنف الاغتراب النفسي كأحد الاضطرابات التي تصيب الأفراد, فيشعر الفرد المغترب بأنه غريب عن هذا الكون, لا يعرف من هو ومن أين أتى؟ لماذا خلق؟ من الذي خلقه؟ ما المصير؟ ماذا وراء هذا الوجود؟ وإلى أين نذهب؟ ويسبب هذا التفكير المتواصل آثاراً نفسية سيئة, يشعر الفردخلالها بأنه تائه في الحياة, وفاقدللمعنى, ويتسم فيالغالب بالقلق والتوتر, وقد أطلقعليه بعض علماء النفس المعاصرين, قلق الوجود, كما أطلقوا عليه عصاب اللامعنى, وربما تظهر أبيات إيليا أبو ماضي التالية جانباً من هذا الاغتراب والتخبط:
جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت ولقدأبصرت قدامي طريقاً فمشيت
وسأبقىسائراً إن شئت هذا أم أبيت كيف جئت كيف أبصرت طريقي لستأدري
ويقول الخيام:
لبست ثوب العيش لم أستشر وحرت فيه بين شتى الفكــر
وسوف أنضو الثوب عنـي ولا أدرك لماذاجئت أين المفر
وتحدث القرآن عنالتائهين المشككين, وسفه آرائهم لقوله تعالى: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُوَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَاإِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ }الجاثية24
ويقول تعالى في شأنسيدنا إبراهيم: {فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّيفَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْيَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ }الأنعام77
وبعيداً عن نهج الفلاسفة, وجدل المجادلين, وشكالحائرين,يخاطب القرآن كل ذي لب ليزيل اللبس والغموض في هذه المسألة الهامةلتوضحها الآيات بمنهجية شاملة متكاملة, يندرج فيها جميع القضايا الفرعية آنفة الذكر, فبدايةً خلقنا اللهعلى هذه الأرض لعبادته سبحانه و تعالى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّالِيَعْبُدُونِ }الذاريات56 {أَفَحَسِبْتُمْأَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاًوَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ }المؤمنون115
إذن فنحن مأمورون خلال حياتنا بإتباع المنهج الرباني, واستشعار الغاية التي خلقنا من أجلها باستمرارفنسعد ونسعد الآخرين {وَأَنَّ هَـذَاصِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْوَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }الأنعام153 {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَمُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُحَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }النحل97
أما عن النهاية, التي سبب التفكير فيها والخوف منها الخوف والرعب للكثيرين عبر التاربخ الإنساني, فيقول تعالى: {إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْجَمِيعاً وَعْدَ اللّهِ حَقّاً إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّيُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْشَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌأَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ }يونس4
وتوضح الآية أن النهايةلن تكون متشابهة للجميع, فشتان بين من آمن فاجتهد وأطاع خالقه, وبين من كفر واتبع الشهوات, وعاش كما تعيش البهائم.
هذا العرض الواضح, والمنهج المتكامل يجعل الفرد يشعربالسكينة والطمأنينة,فلا تنتابه الهواجس والأفكارالوسواسية القهرية التي تنغص عليه حياته, قلا تجعله يستشعر السعادة والسكينة {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِاللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّالْقُلُوبُ }الرعد28 , أما من رفضفيتوعده الله سبحانه وتعالى بحياة سيئة ونهاية أسوأ{مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْراً }طه100{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةًضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى }طه124,هذه اللوحة المتكاملة ليس بإمكان العلم البشري المحض أن يوضحها, كما جلاها الخالق عز وجل في القرآنالكريم, {أَلَا يَعْلَمُمَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }الملك14
2- الخوفمن الأقدار, والتردد في أخذ القرار:
يشغل الخوف من المستقبلأذهان الأفراد, فيقلقون ويتوترون خوفاً مما تخبئه لهم الأقدار, فهم يخافون المجهول ويخشون تقلبات الزمان, مما يسبب لهم الضغط النفسي والذي ينعكسسلباً على صحتهم النفسية, وعلى علاقاتهم الاجتماعية,"وفي أحد الاستفتاءات للشبابالعربي ذكر53% منهم أنهم يخافون المستقبل".1
ويؤثر هذا الخوف علىتفكير الفرد فيبقى متردداً, لا يستطيع اتخاذ القرار, ليعاني في داخله منالصراع والذي يأخذ عدة أشكال من الإقدام والإحجام والتردد بينهما,
وهكذا نرى أن الخوف منالمستقبل يشكل أحد أهم الضغوط النفسية لدى البشر, مما ينعكس عليهم سلباً, فيعيش الفرد في خوف وترقب دائم, لا يستطيع أخذ القرار, ويكثر التفكير وتقليب الأمور, ولو تتبعنا ما أورد القرآن الكريم للتعامل مع هذه المسألة الهامة لوجدنا التالي:
أولاً: المسلم يجب أن يوقن بأن كل ما يحدثوسيحدث في الكون وللبشر, بقدر الله سبحانه وتعالى وبعلمه {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَوَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّوَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَحَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }الأنعام59 "
{مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِيأَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍمِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }الحديد22
فالإيمان بالقدر خيره وشره هو الذي يجنب الإنسان القلق النفسي ويحميه من الصراع والحسرة والجزع, فلا بد أن يتقبل الإنسان الأحداث بنفسراضية, "ويؤدي هذاالإيمان بالقدر إلى الرضا والشعور بالأمن النفسي"
ثانياً: الخشية الحقيقية والخوف في التصور الإسلامي يجب أن يكون من الخالق عز وجل, أما الحرص الشديد والخوف من فقد المكاسبالدنيوية فهذه من الصفات المذمومة التي تشير إلى ضعفالإيمان, وذلك للتالي:
ا- أخبرنا المولى عز وجل بعدم دقة مقاييسنا البشرية لما قد ينفعنا أو يضرنا, يقول تعالى:{ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْوَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة216 ويقولتعالى في موضعٍ آخر:{فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُفِيهِ خَيْراً كَثِيراً }النساء19, وحتى أننا أحياناً تضطرب مقاييسنا معأقرب الناس لنا, يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْأَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاًلَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوافَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التغابن14
ب - إنالله يطلب منا التوازن في انفعالاتنا, وهو ما يطلقعليه النفسانيون ( الاتزانالنفسي ) فيعلم النفس, فالله لايحب لنا الفرح الشديد ولا الحزن الشديد, وهذان لاشك أنهما من أعراض الاضطراباتالنفسية, كما أن هذا الاتزان من أهم مؤشرات الصحة النفسية السليمة لدى الفرد, يقول المولى عز وجل: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَاتَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّكُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ }الحديد23, وليس المقصود مما سبقتحريم المشاعر والانفعالات, ولكن يمنع فرح البطر والتكبر, وحزن اليأس والقنوط, وعلى سبيل المثال لقد حزن الرسول صلى الله عليه وسلم عند وفاة ابنه إبراهيم وجمع بين مقامي الرحمةوالصبر فقال: ( إنالعين لتدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما نرضيربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون )
ج- الله لا يرتضي لنا التردد المرضي, ذا الطابع الوسواسي المتشكك يقول تعالى: {فَاعْفُ عَنْهُمْوَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَفَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران 159
ثالثاً: ومادام المسلم لا يخالف شرع الله فعليه عقد العزم في كل أموره, والأخذ بالأسباب, والتوكل على خالقه عز وجل, وهو رابح بإذن الله وفق كل الاحتمالات, يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( عجبا لأمرالمؤمن إن أمره كله خير,وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له, وإنأصابته ضراء صبر فكان خيرا له )
3-الضغط النفسي الناتج عن ( قلق الرزق ):
تشغل قضية العمل والأرزاق تفكير الناس, فالطالبيخشى ألا يجد عملاً بعد تخرجه, والمزارع يقلق علىأثمان المحاصيل, والسائق والموظف وغيرهم, يفكرونكثيراً ويضعون الاحتمالات حول ما سيكسبونه منمال, وتناولتأبحاث نفسية كثيرة, ظاهرة الضغوط النفسية في العمل والتي كان إحدى محاورها البعد المادي الذي يتناول المرتبات والمكافئاتوالعوائد المالية.
وحتى تطمئن نفس الإنسانلهذا الأمر الهام, فقد أكد القرآن الكريم على أن الرزق بيد الله, وأنه وحده هو الرزاق, {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ }الذاريات58 {وَكَأَيِّن مِندَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَاوَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }العنكبوت60, والمطلوب من الإنسان أن يأخذ بالأسباب, ثم لا يقلق ولا يتوتر أو يخالف منهج الله لكي يكسب بعض المكاسب الدنيوية الزائفة, وليشعر بالاطمئنان لأن الله تكفل برزقه وأن الله قدر له ذلك, يقول الشاعر:

اقنـع بمــا تُرْزَق يا ذا الفتـى

فليس ينســـى ربنـــا نملـه

إن أقبـل الدهـر فقـم قائمــاً

وإن تــولى مُدبــراً نــم لـه

ولكي يطمئن الآباء والأزواج على اقتصاديات أبناءهم فلا يفكروا في وأدهم أوخوف الفقر عليهم أمرهم المولى عز وجل بعدم قتلهم في حالة خشيتهمالمستقبلية من الفقر, أو حتى وهمفقراء, قال تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍنَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْكَانَ خِطْءاً كَبِيراً }الإسراء31 { وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ }الأنعام151
"وعن الآية الأولى يقول الشهيد سيد قطب: في هذا الموضع قدم رزق الأبناء على رزق الآباء : { نحن نرزقهم وإياكم } وفي سورة الأنعام قدم رزق الآباء على رزق الأبناء : { نحن نرزقكم وإياهم } وذلك بسبب اختلافآخر في مدلول النصين . فهذاالنص : { ولا تقتلواأولادكم خشية إملاق نحننرزقهم وإياكم } : والنص الآخر { ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم } هنا قتل الأولاد خشية وقوع الفقر بسببهم فقدم رزق الأولاد, وفي الأنعامقتلهم بسبب فقر الآباء فعلاً, فقدم رزق الآباء, فكان التقديم والتأخير وفق مقتضى الدلالات. التعبيريةهنا وهناك .2
وهنا يتجلى الإعجازالنفسي القرآني في أبهى معانيه, فهنا اعتراف بالحاجات الأساسية للأفراد, فالوالدين في حالة الفقر كانت لهمالأولوية ليطمئنا على رزقهم, ويرى الباحثأن القرآن الكريم سبق الباحث اليهودي ماسلو بمئات السنين في تحديدحاجات الإنسان عندما وضع هرمه الشهير, قال تعالىمخاطباً السيدة مريم بعد ولادتها لسيدنا عيسى عليهما السلام قائلاً: {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً}مريم26
ويقول تعالى في حق قريش: {الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ }قريش4
فالحاجات الأساسية ضرورية جداً لكي تتحقق إنسانية الإنسان, وبعده يتمكن من القيام بالمطلوب منه في الحياة.
4- الضغوطالناتجة عن خشية الموت:
لقد أرعبت فكرةالموت البشر على مر العصور, وقد تجلى ذلك بوضوح في الحضارات القديمة في العراق ومصر, وارتبط مفهوم الموت لدى الكثيرينبالانفعالات العنيفة والمشاعر الجياشة والاتجاهات السلبية, تتجمع معاً وتضغط مكونة ما يطلق عليهالنفسانيون المعاصرون "قلق الموت", وقدعرفه ديكشتاين"Dickstein "بأنه التأمل الشعوري في حقيقة الموت،والتقدير السلبي لهذه الحقيقة.
كما ذهب بعض النفسانيينإلى أبعد من ذلك، إذ وجدت ميلاني كلاينMelani" Klein" أن الخوف من الموت هو أصل كلالقلق الذي يصيب المرء في حياته، وأساس كل الأفكار والتصرفات العدائية المشاكسة لدى البشر.3
أما الموت في التصورالإسلامي, فيأتي في سياق الإيمان بالخالق عز وجل, فهو ليس ذلك المجهول الذي يبث الخوف والرهبة في النفوس ولكنه قضاء اللهوحكمته في أن يعيش الإنسان أياماً معدودة في الدنيا, ثم يعيش عمراً خالداً في الآخرة, يقول تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهكِتَاباً مُّؤَجَّلاً}آل عمران {وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُوَنَحْنُ الْوَارِثُونَ }الحجر23,{كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُالْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَعَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُالدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }آل عمران 185.
"والقرآن يصور للمسلم أن للموت حكمة وغاية, كما للحياة حكمة, وتكتمل الحكمتانفي اختيارالإنسان وامتحانه في حياة أخرى باقية" {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاًوَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ }الملك2,
وفي هذا طمأنة للمؤمنأنه لا أحد في الكون يستطيع تغيير الأجل, وأن هذا الأمر بيد الخالق عز وجلفتسكن نفسه, وتطمئن لخالقها, ويوجه طاقته النفسية للعبادة والاهتمام بما يفيده وأهله وجيرانه وكل الناس, لينطبق عليه قول الخالق عز وجل: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ*ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً }الفجر28,27.
5- الضغط النفسي الناتج عن اتهامالنفس ( جلد الذات ):
قد يعيش بعض الأفراد غير الأسوياء بلا ضمير يردعهم, فلا يترددون في ارتكاب
الجرائم واغتصاب حقوق الغير, دون أن يندموا أو يتراجعوا عن أخطائهم,ويطلق علماء النفس على هذه النمط من الأفراد ( الشخصية السيكوباثية ) أو الشخصية المضادةللمجتمع, ويوصف أصحابها بأنهم مصابون بالجنون الخلقي, أما الإنسان السوي فيخشى عقاب الله ويندمعلى سوء أفعاله, فيستغفر ربه, ويرد المظالم, ويأمل بمغفرة خالقه, وهناك نمط ثالث يبالغ في إدانة النفس, فيصاب بالاكتئاب والقنوط واليأس, فتتحول حياته إلى جحيم من صنعه, فيشعر أنه أسوأ الناس, وأن الله لن يرحمه ولن يغفر له, وقد عالج القرآن الكريم هذه المسألة الهامة بصورة واضحة في التالي:
· على المؤمن أن يوقنأن الله وحده الذي يغفر الذنوب, فلا وساطة ولا صكوك غفران وتوبة أمام رجال الدين - كما يفعلالمسيحيون الآن – يقول تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ }آل عمران135
- يحذرنا المولى عز وجل من الإسراف على النفس, وأنه يغفر الذنوب جميعاً {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الزمر53
- وهناك تحذير كبير لمن يصل به تفكيره إلى درجة اليأس, فلا يأس للمؤمن وخالقه موجود{إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِإِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }يوسف87
· أن الله يغفرالذنوب كلها لمن آمن به, ولكنه لا يغفر لمن يشرك به, {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً }النساء48, وذكر بعض المفسرين أنها أرجى آيةفي القرآن لأهل التوحيد. هذا المنهج الوسطي يمنح الأمل ويبقى باب التوبة والمغفرة مفتوحاً بين الإنسان وخالقه, فتطمئن نفسهويعزم علىفتح صفحة جديدة, ويمضي في حياته آملاً رحمة ربه.
6- الضغطالنفسي الناتج عن مشاكل الإنجاب:
من نعم الله عز وجلنعمة الأبناء, ولا يعرف عِظَم هذه النعمة إلا من حرم منها، فتراه ينفق ماله ووقته في سبيل البحث عن حل لها, وقد يعاني منالضغط النفسيبسبب هذا الحرمان, فيعاني من الاكتئاب وعدم الشعور بالسعادة, وقد لمس الباحث ذلك من خلال تعامله معبعض الحالات من الجنسين, وقد ذكر الكثير منهم أن الناس يزيدون من معاناتهم بكثرة أسئلتهم وتدخلاتهم الفضولية، وقديرزق بعضهم بالبنات فتظهر معاناتهم بشكل آخر, لأنهم يبقوا تواقين لإنجاب الذكور, ويرى الباحث أنعلم النفس والإرشاد النفسي لم يستطيعا تقديم ما من شأنه التخفيف عن هذه الفئة.
- والقرآن الكريم يقر هذه النعمة والإحساس بها, يقول تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }الكهف46, وقد دعا الأنبياء والمرسلون لأبنائهم وزوجاتهم بأن يكونوا قرة أعين لهم ومصدر سعادة) رَبَّنَا هَبّ لَنَا مِنّ أزوَاجِنَا وَذُرِيَّاتِنَاقُرَّةَ أَعْيُنٍ(الفرقان:74
- يقول تعالى:{لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ *أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنيَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ }الشورى49-50
وحتى ترتاح نفسالمؤمن بينت الآيات أن الله هو الخالق وهو الذي يهب لمن يشاء البنات أو البنين, وسبق ذلك ذكرمسألة هامة, وهي خلق السماوات والأرض, وفي ذلك يقول سيد قطب: والتقديم بأن لله ملك السماوات والأرض هو التقديمالمناسب لكل جزئية بعد ذلك من توابع هذا الملك العام . وكذلك ذكر : ( يخلق ما يشاء ) فهي توكيد للإيحاء النفسي المطلوب في هذا الموضع . ورد الإنسان ، المحب للخير ، إلى الله الذي يخلق ما يشاءمما يسرّ وما يسوء ومن عطاء أو حرمان .
· وقد وضحت الآيةالكريمة الاحتمالات الأربع لهذا الأمر والتي لا تترك أي مجال للشك أو اللبس, وهي
1. الوجه الأول: أن يرزق الإنسان بالإناث.
2. الوجه الثاني: أن يرزق بالذكور.
3. الوجه الثالث: أن يرزقبالنوعين ( ذكور وإناث )
4. الوجه الرابع: أن يكون الإنسان عقيماً.
ولاينكر عاقلأن حرمان الإنسان من هذه النعمة هو أمر مؤلم, ولكن لاشك أن قبول الشخص لإرادة اللهوحكمته ضمن إطار إيمانه التام بالله, يخفف عنه المصاب, ويجعله يطمع في ثواب الآخرة, وألا يجزع أو يصاب باليأس, وتقف نظريات الإرشاد النفسي عاجزة في مثل هذه الحالات, لأنها لا تستطيع الإجابة على تساؤلاتالمسترشدين الواقعة خارج مجال الإيمان,فعن أنسٍ رضي الله عنه قال : قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم : " إنعظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله عز وجل إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخطفله السخط " 4
ويرى الباحث في هذاالحديث منجماً للدرر النفسية لمن أراد أن يسبر غور النفس البشرية ويفهم معنىالتوافق النفسي والتغلب على الضغوط, فكما أسلفت الدراسة فإن الضغوط النفسية في جلها تحدث من خلال إدراك الفرد لما يحدث له ومن حوله, فمن يتبرم ويسخطفستبقى مشكلته قائمة, وستزداد معاناته النفسية والجسدية, ومن رضي فله الأجر والثواب فيالآخرة, فيقنع وتهدأ نفسه, ويمضي في حياته مقبلاً غير مدبر دون يأس أو قنوط.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
strang
عضو أساسي
عضو أساسي
strang


عدد المساهمات : 248
نقاط التميز : 5794
تاريخ التسجيل : 21/05/2009

الضغوط النفسية وطرق التعامل معها في القرآن الكريم  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الضغوط النفسية وطرق التعامل معها في القرآن الكريم    الضغوط النفسية وطرق التعامل معها في القرآن الكريم  Empty11/19/2010, 14:12

شكرا على هذا الموضوع الرائع مع اني لم اقرأ كامل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الضغوط النفسية وطرق التعامل معها في القرآن الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» معرض القرآن الكريم
» سرعة الضوء في القرآن الكريم
» جدول لختم القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك
» مذكرة تخرج جاهزة بعنوان ** التربية الوقائية في القرآن الكريم **
» أيهم فيلالي يحفظ القرآن الكريم كله وعمره لا يتجاوز الحادي عشر ربيعًا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية UNJA :: قسم ديننا الإسلامي :: الـــشــــريـــعــــــة والـــحــــيـــــــــــتاة-
انتقل الى: