تأسست منظمة الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية في 19 ماي 1975 وهذا بعد قرار من الرئيس هواري بومدين رحمه الله بضم كل الشباب الجزائري في تصور واحد و اوحد حتى يساهموا بشكل اجابي في معركة البناء و التشييد التي اتخذها الرئيس انا ذاك ، واهم فئات الشباب الذين شكلوا انطلاقة الاتحاد نذكر منهم شبيببة جبهة التحرير الوطني ، شباب الهلال الاحمر الجزائري ، الكشافة الاسلامية الجزائرية ، الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين .
عدد المساهمات : 997نقاط التميز : 7577تاريخ التسجيل : 30/06/2008
موضوع: العشر الاواخر من رمضان 8/26/2010, 18:32
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي وفقنا لصيام شهر رمضان وقيامه ، ويسر لنا ما فيه من الطاعات والقربات ما يؤدي إلى رضوانه .
أيها الأخوة ... فلنتق الله ولنغتنم بقية أوقاته السامية ، ونتدارك بالتوبة والاستغفار ما فرطنا في أيامه الماضية .
لقد مضى أكثرالشهر ونحن عنه غافلون ، وتقضى معظم أيامه ولياليه ، ألا وأنه قد أذن شهررمضان بالرحيل ، ولم يبق منه إلا القليل ، فلنبادر بقيته بالأعمال الصالحة، ولنرعها حق رعايتها .
أيها الأخوة ... لقد دخلت ليالي العشر الأخير من رمضان ، وهي من أعظم الليالي الفاضلة، تتنزل فيها الرحمات ، وتكفر فيها السيئات ، وترفع فيها الدرجات من ربالأرض والسموات.
لقد كان رسولناصلى الله عليه وسلم يهتم بهذه الليالي اهتماما بالغا ، فيجتهد فيها ما لايجتهد في غيرها ، في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسولالله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره .
وفي الصحيحينقالت عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخلالعشر أحيا الليل ، وأيقظ أهله ، وجد ، وشد المئزر .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص على هذه الأيام أشد الحرص ، فيحيي ليله بالعبادة ، بالتهجد والصلاة ، والدعاء ، والذكر .
رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليالي العشر يوقظ أهله ، ويعينهم ويحثهم على أداء العبادة في هذه الليالي الفاضلة .
رسول الله صلىالله عليه وسلم في ليالي العشر يجد ويشد المئزر ، ويتفرغ لطاعة مولاه عزوجل ، فما بال كثير من الناس إذا دخل العشر تقاعسوا عن الطاعات ، وتفرغواللدورات الرمضانية ، والسهر على الشاشات والقنوات !!
ومن العجب أن تجد بعض الناس يجتهد في أوائل شهر رمضان ، فإذا دخل العشر الأخير تكاسل وتقاعس !!
أيها الأخوة ... إنها والله فرصة العمر ، إنها غنيمة سهلة لمن وفقه الله تعالى ، فلاينبغي للعاقل اللبيب أن يفوت هذه الفرصة الثمينة على نفسه وأهله ، فما هيإلا ليالي معدودة ، ربما يدرك فيها المسلم نفحة من نفحات المولى عز وجل ، فتكون سعادة له في الدنيا والآخرة .
وإنه لمنالحرمان ، والخسارة الفادحة أن ترى كثيرا من المسلمين – هداهم الله – يمضون هذه الأوقات الثمينة فيما لا ينفعهم ، يسهرون معظم الليل في اللهوالباطل على الشاشات والقنوات ، فإذا جاء وقت صلاة القيام ناموا عنها ،وفوتوا على أنفسهم خيرا كثيرا ، قد لا يدركونه بعد عامهم هذا .
وهذا من تلاعبالشيطان ومكره بهم ، وصده عن سبيل الله ، والعاقل لا يتخذ الشيطان وليا مندون الله مع علمه بعداوته له ، فإن ذلك مناف للعقل والإيمان ( إن الشيطانلكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب الجحيم ) .
أيها الأخوة .. كان من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام تحري ليلة القدرفي ليالي العشر ، هذه الليلة المباركة التي شرفها الله سبحانه على غيرهامن الليالي ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين . فيها يفرق كل أمر حكيم . أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين . رحمة من ربك إنه هو السميعالعليم ) .
ليلة تنزل فيهاالملائكة إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة ، ليلة هي سلام للمؤمنين من كلمخوف ، تكثر فيها السلامة من العقاب والعذاب لكثرة من يعتق فيها من النار .
يا ليلة القدر للعابدين اشهدي ، يا أقدام القانتين اركعي لربك واسجدي ، يا ألسنة السائلين جدي في المسألة واجتهدي :
يا رجال الليل جدوا رب داع لا يـــرد
ما يقول الليـــــل إلا من له عزم وجد
ليلة القدر عند المحبين ليلة الحظوة بأنس مولاهم وقربه ، وإنما يفرون من ليالي البعد والهجر .
أيها الأخوة .. لقد أخفى الله ليلة القدر عن عباده رحمة بهم ، ليكثر عملهم في طلبها فيتلك الليالي الفاضلة ، بالصلاة والذكر والدعاء ، فيزدادوا قربة من اللهوثوابا ، أخفاها اختبارا لهم ليتبين بذلك من كان جادا في طلبها ، حريصا عليها ، ممن كان كسلان متهاونا ، فإن من حرص على شيء جد في طلبه ، وهانعليه التعب في سبيل الوصول إليه والظفر به .
أيها الأخوة .. العمل في ليلة القدر هو إحياؤها بالقيام ، في الصحيحين قال رسول الله صلىالله عليه وسلم : " من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم منذنبه " ، وإحياؤها بالذكر والدعاء وقراءة القرآن ، صح عند الترمذي عنعائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال : " قولي : اللهم إنك عفو تحب العفوفاعف عني " .
أيها الأخوة ... ليلة القدر يفتح فيها الباب ، ويقرب فيها الأحباب ، ويسمع فيها الخطاب، ويرد الجواب ، ويكتب للعاملين فيها عظيم الأجر ، ليلة القدر خير من ألفشهر ، فلتجتهد في إحيائها بالقيام والذكر والدعاء وقراءة القرآن .
أيهاالأخوة ... إن شهر رمضان قد عزم على الرحيل ، ولم يبق منه إلا القليل ،فمن أحسن فيه فعليه التمام ، ومن كان فرط فليختمه بالحسنى فإن العملبالختام ، فلنغتنم ما بقي فيه بالطاعات والقربات ، ولنستودعه عملا صالحا يشهد لنا به عند ربنا يوم القيامة
ســــلام من الرحمن كل أوان على خير شهر قد مضى وزمان
سلام على شهر الصيام فإنـه أمان من الله أي أمــــــــــــــــان
لئن فنيت أيامك الغر بغتــــــة فما الحزن من قلبي عليك بفـان
فيا أربابالذنوب العظيمة الغنيمة الغنيمة في هذه الأيام الكريمة ، فما منها من عوضولا لها قيمة ، فكم يعتق فيها من النار من كل ذي جريرة وجريمة ، فمن أعتقفيها من النار فقد فاز بالجائزة العميمة ، والمنحة الجسيمة ، صح في المسند عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن لله عتقاء في كليوم وليلة ، لكل عبد منهم دعوة مستجابة " .
يا من أعتقهمولاه من النار ، إياك أن تعود بعد أن صرت حرا إلى رق الأوزار ، أيبعدكمولاك عن النار وأنت تتقرب منها ، وينقذك منها وأنت توقع نفسك فيها ، ولاتحيد عنها .
إن كانت الرحمة للمحسنين ، فالمسيء لا ييأس منها ، وإن كانت المغفرة مكتوبة للمتقين فالظالم لنفسه غير محجوب عنها .
شهر رمضان قدعزم على الرحيل ، وقلوب المتقين إلى هذا الشهر تحن ، ومن ألم فراقه تئن ،كيف لا يجري للمؤمن علىفراقه دموع وهو لا يدري هل بقي من عمره إليه رجوع، أين حرق المجتهدين ؟ أين قلق المتهجدين ؟ إذا كان هذا جزع من ربح فيه فكيف حال من خسر في أيامه ولياليه ؟ ماذا ينفع المفرط فيه بكاؤه وقد عظمتفيه مصيبته ؟ وجل عزاؤه ؟ كم نصح المسكين فما قبل النصح ، كم دعي إلىالمصالحة فما أجاب إلى الصلح ، كم شاهد الواصلين فيه وهو متباعد ، كم مرتبه زمر السائرين وهو قاعد ، حتى إذا ضاق به الوقت ، وحاق به المقت ندم على التفريط حين لا ينفع الندم ، وطلب الاستدراك في وقت العدم .
يا شهر رمضانترفق ، دموع المحبين تدفق ، قلوبهم من ألم الفراق تشقق ، عسى وقفة للوداعتطفئ من نار الشوق ما أحرق ، عسى ساعة توبة وإقلاع ترفو من الصيام كل ماتخرق ، عسى منقطع عن ركب المقبولين يلحق ، عسى أسير الأوزار يطلق ، عسى من استوجب النار يعتق ، عسى رحمة المولى بها العاصي يوفق
عسى وعسى من قبل وقت التفرق إلى كل ما ترجو من الخير ترتقي فيجبر مكســـــــــــــــور ويقبل تائب ويعتق خطاء ويســـــعد من شقي
تذكر أخيالمسلم أنك ستقف بين يدي علام الغيوب ، وملك الملوك ، وجبار السمواتوالأرض ، وأنه سائلك عن كل لحظة من لحظات حياتك ، ماذا قدمت فيها لربكسبحانه ، فماذا أعددت لهذا السؤال من جواب ؟