حرب خفية وسط العنصر النسوي لـ: "الأفلان" لإختيار
سعيدة الحظ في تمثيل المناضلات
حرب خفية تدور رحاها بشكل صامت و متكتم بين المناضلات بحزب جبهة التحرير الوطني لولاية قسنطينة ، بحيث و إلى اليوم لم يتم الفصل في اختيار العناصر النسوية اللاتي يمثلن المناضلة القسنطينية في المؤتمر التاسع للحزب العتيد مقارنة مع ولايات الشرق الأخرى المجاورة خاصة و المؤتمر الجهوي للحزب على الأبواب
ما يثير الحيرة و التساؤل هو أنه لم يتم اختيار اي امرأة عبر القسمات الـ: 19 للأفلان بهذه الولاية التي عرفت في السنوات الأخيرة تراجعا كبيرا و ملحوظا في مستوى النضال، بسبب النزاعات و الإنقسامات بين مناضليها، خسر فيها الحزب ولأول مرة في تاريخ الإنتخابات ( البلديات في 2007، ثم مقعد سناتور في 2009)..
وكان قد تقرر إجراء "كوطة " للنساء خاصة على مستوى دائرة قسنطينة التي تضم 05 قسمات، و دون ذكر المندوبات بحكم الصفة أي المندوبات قانونيا وهما: نصيرة هيشورعضوة بالمجلس الوطني للحزب و حبيبة بهلول نائبة البرلمان ، فقد انتقل "هوس" الذهاب الى المؤتمر بين المناضلات الأخريات، و بدأ الصراع يظهر الى العيان من خلال التنافس الحاد بين المناضلات عبر كل قسمة للترشح مندوبة للمؤتمر، فضلا عن قائمة المنتخبات وعددهن أربعة ( ثلاثة بالمجلس الشعبي الولائي، ومنتخبة واحدة بالمجلس الشعبي البلدي)، و اللواتي استثنين من "حكم الصفة" الأمر الذي يطرح الكثير من التساؤلات حول التفرقة بين المنتخبات في المجالس الوطنية و المجالس المحلية مادامت الرسالة واحدة وهي تمثيل الجبهة و التعبير عن موقف الحزب و إيديولجيته، و تحقيق التنمية المحلية و الوطنية..
ما يؤكده الملاحظون السياسيون ، هو أن التحضير للمؤتمر محليا تم "تخييطه" بين فئة معينة، و أن المناضلات الخارجات عن " السرب" ( المجموعات clans ) حظوظهن ضئيلة جدا في المشاركة في المؤتمر، وهنا مربط الفرس ، كون أطراف تريد مؤتمرا على "المقاس"، و أن اختيار المندوبين هو من أجل تزكية هذه الأطراف، كأعضاء في اللجنة المركزية بالنسبة للمناضلين، و للمكتب السياسي بالنسبة للعنصر النسوي، و ربما هذه النوايا هي الدافع الرئيسي في قيام الحرب الخفية بين المناضلات ، إذا قلنا أن العنصر النسوي الذي يمثل الأفلان في ولاية قسنطينة قليل جدا، وهو ما يتناقض مع تعليمات رئيس الحزب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي حمّل الأحزاب السياسية مسؤوليتها في تواجد المرأة الضئيل في المجال السياسي، و أكد في الكثير من المرات على وجوب الإهتمام بالمرأة و ترقيتها الى مستوى التحديات الجديدة..
و من خلال ما استقيناه من بعض المسؤولات في الحزب تقول السيدة "نصيرة هيشور" عغضوة بالمجلس الوطني للحزب أنه لابد من فتح الباب أمام "المرأة" في الحزب العتيد و القضاء على هذه النضرة الضيقة في ما أسمته بالإحتكار السياسي لاسيما و هناك بعض المناضلات كما قالت السيدة صليحة جفال عضوة الهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني هن نموذجا حيا للنساء المناضلات، و يمتلكن الشجاعة على التعبير و المواجهة الشريفة و الإستعداد للتضحية..
فمن الظلم أن يجحف الحزب حقوق هذه المناضلة التي فضلت أن تحمل بطاقة العضوية داخل حزب جبهة التحرير الوطني في ظل التعددية السياسية، و نشير هنا رغبة العديد من المناضلات اللواتي جمدت عضويتهن في 2007، في العودة الى صفوف الحزب لاسيما و المؤتمر التاسع من شأنه يدعو الى فتح صفحة جديدة بين مناضليه و أبنائه الغاضبين، و إزالة الأحقاد حتى يلتئم شمل المناضلين على حد سواء، و عليه لابد من تجنيد كافة القوى و الإرادات النسوية ..
الأوضاع وسط العنصر النسوي بالزولاية وصل الى حد "الطلاق" و انقطاع التواصل بين المناضلات ، و في كل هذا و ذاك بدأت بعض الأطراف التي يمكن أن توصف بالعميلة تنشر إشاعاتها لإساءة بعض الأسماء من العنصر النسوي، دون أن تتحرك الجهة المسؤولة ساكنا، و أمام الإجحاف في حق العنصر النسوي سارع هذا الأخير الى إصدار بيانات التنديد و تهديد بالإستقالة بسبب ما أسموه بالتهميش و الإقصاء السياسي، من خلال الحملة التي تثار ضد بعض الأسماء الغير مرغوب فيها على مستوى القاعدة النضالية بولاية قسنطينة، في الوقت الذي فصلت باقي ولايات الشرق المجاورة في اختيار مندوباتها، خاصة و المؤتمر الجهوي للحزب على الأبواب..