عازف العود العالمي نصير شمة في مؤتمر صحفي: "الصُّوفـِية" ليستْ حِكـْرًا عـلىَ "الإسْلام" وحدهُ وكلُّ "دِيـَانةٍ" لها طريقتـُهـَا في "الإنشادِ"
سرد عازف العود العربي بإسهاب تجربته مع ليالي العشق الإلهي و ما قدمه من عطاء فني روحي طيلة عشر سنوات من دخوله عالم الإنشاد الديني ليرفع اللبس عن بعض المسائل المتعلقة بالصوفية مؤكدا أن هذه ألأخيرة مسألة وجدانية بين الإنسان و خالقه ، و هي على حد قوله نظام كامل يؤهل صاحبها إلى الخلاص من الدنيويات، و بالتالي فهي ليست حكرا على ألإسلام وحده طالما لكل ديانة أسلبوها و طريقها في الإنشاد
قال عازف العود العالمي نصير شمة في مؤتمر صحفي عقده يوم الخميس 02 ديسمبر 2010 بنزل سيرتا الكبير قسنطينة أن "الإنشاد" فكرة ظهرت بفترة قصيرة بعد مجيء الرسالة المحمدية أين تحول الإبداع من الأداء الغنائي إلى مدح النبي ( ص) و مناجاة الخالق، و بفضل الإنشاد استطاع الإنسان أن يربط علاقته الروحية بربه عز و جل، و من هنا جاءت المقامات العراقية من أول قصيدة كتبت في حب الرسول إلى دخولها قلوب الناس، و حتى الرسول كان لا يمانع من أداء الأناشيد الدينية، مما جعل الأنشودة الدينية تعرف تطورا كبيرا بالرغم من الصراع الذي كان ومازال قائما بين الديانات و حتى بين الطرق الصوفية..
و حسب نصير شمة فإن الأنشودة الدينية أو الإسلامية كانت دافعا قويا لطرقه باب العشق الإلهي، وهو مصطلح من وجهة نظره هو يعني الوصول إلى الكمال الروحاني، و هو بالتالي يعتبر كما قال نصير شمة "زكاة" عن الموهبة الربانية ، يجب أن يدفعها المنشد ليُطهرَ بها نفسه و يُزكيها، و من هنا كان العشق الإلهي منطلقه في العمل الفني الذي اتخذه كما قال طريقا للتعبّد و التقرب إلى الله، و من خلاله كان يحيي ليالي العشق الإلهي كلما حل شهر رمضان..
و عن تجربته في هذا النوع من الفن ( العشق الإلهي) يؤكد عازف العود العالمي نصير شمة أن تجربته ليست بالجديدة، بل مارسها منذ عشر سنوات ولاقت نجاحًا كبيرًا ، حيث كانت له مهرجانات عديدة مع كبار المنشدين و الموسيقيين العرب والأجانب، و في هذا الإطار رفع نصير شمة اللـّبس عن بعض المسائل ذات الصلة في رده على سؤالنا حول: علاقة العشق الإلهي بجماعة -عشاق الله- أو -إخوان الصفاء-، و ما الفرق بين الأنشودة الدينية ( داخل الكنائس) و الأنشودة الإسلامية..
و أكد نصير شمة أن لفظ " الصوفية" لفظ خاطئ، لأنه ليس كل ما قيل في هذا المجال يسمى صُوفـِيـًّا، موضحا بالقول أن الصوفية هي مسألة وِجدانية بين الإنسان و خالقه، و بالتالي فالصوفية ليست حِكرًا على الإسلام وحده أو بالأحرى على المسلمين وحدهم، طالما لكل ديانة طريقتها أو أسلوبها في الإنشاد، و في السياق نفسه أكد نصير شمة أن "الصوفية " لا تشكل خطرا على الإسلام ، لأنه لم نقرأ يوما أن الجماعات الصوفية أصدرت خطابا أو بيانا يدعو إلى الفتنة، و أن الطرق الصوفية لها نظاما كاملا يؤهل الإنسان إلى الخلاص من " الدنيويات "..
عازف العود العالمي نصير شمة الذي كان من بين المشاركين الفاعلين في المهرجان الدولي الأول للإنشاد المنظم من قبل مديرية الثقافة بالمسرح الجهوي قسنطينة، لم يستثن في مؤتمره الصحفي الحديث عن بعض الجماعات السلفية المتعصبة و المتطرفة التي تنشر الفكر التكفيري في إشارة منه إلى " الوهابية" التي ما فتئت تشوهُ صورة الفكر الصوفي، و جعلت الجماعات الصوفية في موقف اتهام على مستوى عالمي، و أعطيت لها صبغة سياسية لأن صاحب السلطة - على حد قوله هو – يخاف من أي تحركات دينية، و قد ذكـّرَ عازف العود نصير شمة بالقطعة الموسيقية التي ألـَّفها عن مقتل الحلاج وسمّاها: " قـَبْلَ أن أصْلـَبْ" ( ألف مضمومة)..
وعن بيت العود أكد نصير شمة أنه سيعمل على تجسيد هذا المشروع بالتعاون مع وزارة الثقافة الجزائرية، ليكشف عن مشروع مهرجان أبو ظبي الكبير الذي حدد تاريخ انعقاده من 10 إلى 15 فيفري القادم، و الذي يتزامن مع تظاهرة : " تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية" ثم ملتقى قسنطينة يشارك فيها عازفين متخرجين من بيت العود و هي الدفعة التي سيشرف على تخرجها نصير شمة في أفريل من السنة الجديدة 2011 ، ليؤكد أن بيت العود القسنطيني سيكون صورة الجزائر المعاصرة.
علجية عيش