ظهور المجتمع المدني هل هو إلغاء رجل السياسة..؟

[center]ظهور المجتمع المدني هل هو إلغاء رجل السياسة..؟

" إن وجود السمات البارزة في المجتمع المدني هو إلغاء رجل السياسة و شخصية الفرد داخل الحزب، دون الأخذ بعين الاعتبار الظروف التاريخية التي مر بها هذا الحزب و ما قدمه من تضحيات و كان له الفضل في تحديد له ضوابطه و هو في هذه الحالة يعتبر مناهض للديمقراطية و يلغي بذلك الحرية السياسية و الفكرية للفرد بحيث يجعل منه مجرد رقمٍ لا غير.."

ظهور المجتمع المدني و توسعه يعني الانتهاء الكلي للتشكيلات الثورية و الأحزاب السياسية، فالمواطن بين التعددية و المجتمع المدني وجد نفسه يعيش نوعا من الانفصام و الانقسام الذاتي، أي أنه منقسما بين ذلك المواطن العضو في الدولة و آخر عضو في المجتمع المدني، أو بالأحرى بين المواطن السياسي و المواطن اللاسياسي الذي يطاب بعض الحقوق و في ظل المجتمع المدني يحاول المواطن أن يؤكد وجوده الفعلي و أن يكون واقعا ملموسا و يتجرد من ذلك الإنسان الرمزي أو المعنوي..
ليس من السهولة بمكان التعريف أو تحديد مفهوم المجتمع المدني أو الحزب السياسي فكلاهما متناقضان لا ضابط لهما، لاسيما في بلد يعيش التعددية الحزبية و تجربته في هذا المجال حديثة و حديثة لأنها منسوخة من تجار الغير و هو لدى الكثير عبارة عن مؤسسة تضم مجموعة من الأشخاص اتفقت على مجموعة من المبادئ و عملت على نشرها، ووضعت لهذه المبادئ قانونا أساسيا و نظاما داخليا خاصا بها، هدفها الوحيد الوصول إلى السلطة و تغيير نظام معين، كما جمعت هذه الأشخاص أهداف و أفكار واحدة، هي التحسس بآلام الوطن و الأمة و طموحاتها مركزة وعيها و برامجها لعمارة المجتمع و بناه الفكرية، الاجتماعية ، الاقتصادية، و السياسية، وقد وضعتها هذه الأهداف في مواجهة مع السلطة..
ففي ظل التوترات التي عرفتها الجزائر في بداية التسعينيات ظهر ما يسمى بالمجتمع المدني، وأصبح هذا الأخير من القضايا التي تثير اهتما الباحثين و رجال السياسة لاسيما و هو يعتبر من القضايا الفكرية التيس ما تزال موضع جدال و نقاش، ففي الوقت الذي يرى فيه بعض الكتاب و المهتمين بالمجتمع أن المجتمع المدني هو التجسيد الواقعي لواقع الأمة و أنه هو الذي يصنع الأمة، يرى آخرون أنه يشكل خطرا كبيرا على الحياة الحزبية و هو ما جعلهم يطرحون الكثير من الأسئلة حول من هو القادر على صنع الدولة و المجتمع هل هو المجتمع المدني أم هي الأحزاب السياسية، و أين هي مكانة كل منهما و ما علاقتهما في تحقيق السيادة الوطنية و البناء النهضوي ، في ظل التقدم السريع في كافة مجالات الحياة..
منذ ظهور التعددية عرفت الجزائر نوعا من التحولات من خلالها دخلت عهد الديمقراطية، وانقسم المجتمع المدني إلى طبقتين: الطبقة الكادحة و تلك التي تملك الثروة، كان لها التأثير السلبي على كل المستويات، ولم تتمكن بعض التنظيمات من السيطرة على هذه التحولات لاسيما في المجال الاقتصادي و على رأسها الإتحاد العام للعمال الجزائريين الذي تأسس من أجل الدفاع عن الطبقة الكادحة، كان هذا الأخير في فترة ما تابعا إلى حزب جبهة التحرير الوطني، غير أنه و بعد انفصاله عن الحزب الأم مع نهاية الثمانينيات، ورغم صدور قرار تحرير النقابات و استقلالها التام عن التيارات الحزبية،غير أن هذا الأخير و مع ظهور عبد الحق بن حمودة أصبح تابعا لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، و أصبح يعيش هو الآخر انقسامات، و قد فتحت الاستقلالية النقابية المجال الواسع للعديد من الحركات و مطالبتها من التحرر من قيود التبعية مثلما حدث مع الإتحاد الوطني للمزارعين الجزائريين الذي تأسس في عام 1953، و الذي كان تابعا كذلك لحزب جبهة التحرير الوطني..
ظهور التعددية الحزبية و التعددية السياسية فتح المجال للمطالبة بالتعددية النقابية، حيث ساعدت الحرية النقابية على ظهور هذه الأخيرة ( التعددية النقابية)، و ذلك من أجل تفادى بعض الأزمات التي قد تكون شبيهة بالأزمة التي عرفت بأسبوع الإجهاض، الذي أسفر عنه ميلاد التعددية الحزبية و الممارسات الحرة،و قد عرفت التعددية النقابية بروز عدة نقابات ، نقابات إسلامية و أخرى حرة كنقابة الأطباء و المحامين، و القضاة و غير ذلك، حتى المرأة في المجتمع الجزائري أصبحت تطالب بحقها في التعبير عن رأيها و حماية نفسها من كافة الأخطار التي تداهمها في أطر تنظيمية خاصة بعدما عاشت العشرية السوداء، واجهت فيها صورا كثيرة من العنف، هذه التعددية انعكست على المجتمع المدني، و أصبح هو الآخر محاصرا مع ظهور بؤرة الفساد، و انتشار البطالة و هي أبرز مظهر من مظاهر انسداد الأفاق خاصة في وجه الشباب، وأصبح هذا الأخير يبحث عن موقع مناسب له أمام التشكيلات السياسية (الأحزاب) بحيث أصبح كل واحد منهما يرى في الآخر المنافس الوحيد له و لابد من إزاحته من الساحة، خاصة و هو يرى و في ظل التعددية السياسية، أن الأحزاب السياسية أضحت عاجزة عن تحقيق الأمن والدفاع عن حقوق المواطن و طموحه..، فمن ستكون الغلبة هل للمجتمع المدني الذي يدعو إلى إلغاء رجل السياسة و شخصية الفرد داخل الحزب، دون الأخذ بعين الاعتبار الظروف التاريخية التي مر بها هذا الحزب و ما قدمه من تضحيات و كان له الفضل في تحديد له ضوابطه، و يلغي بذلك الحرية السياسية و الفكرية للفرد بحيث يجعل منه مجرد رقمٍ لا غير، أم للأحزاب السياسية التي ما فتئت تناضل من أجل تحقيق وجودها، و تكرس كل السياسات لما يخدم مصالحها من أجل تحقيق حياة سياسية هانئة في أطر ديمقراطية..

علجية عيش

قبل الرد عن موضوعك
عندي سؤال لك اختي علجية وارجوا ان اجد اجابته عندك
ما هو تعريف المجتمع المدني
ومن هم الذين يشكلونه

وما هو دورهم في مجتمع له من يمثلونه من منظمات واحزاب

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

للمجتمع المدني المدني تعاريف عديدة باختلاف المجتمعات/ فكل مجتمع و كل مفكر او باحث يعطيه تعريف خاص به، أما إذا كنت تريد معرفة رايي الشخصي فإنه من الصعب إيجاد مغهوم دقيق للمجتمع المدني خاصة في الجزائر
كونه مكون من مجموعة من الجمعيات اجتمعت من دون تسطير اي برنامج ، ثم انقسمت باسماء عديدن منها الأكاديمية الوطنية للمجتمع المدني ، و التنسيقية الوطنية لحركة المجتمع المدني و دخل اصحابها في صراعات بعدما اقحموها في المجال السياسي اي سيسوها، مما دفعوا بالمجتمع الى التشكيك في وجود مجتمع يسمى المجتمع المدني فهل يوجد مجتمع مدني في الجزائر؟
الموضوع مطروح للنقاش و قد تكون الخطوة ألأولى غيجاد صيغة ملائمة لتعريف المجتمع المدني من خلال الآرء و الأفكار التي طرحت حول هذا الموضوع، و لكن تبقى لي نظرة خاصة حول هذا المفهوم و هو المجتمع المدني هو المجتمع الغير متحزب و لا يقحم نفسه في الصرارعات السياسية و يعمل من اجل مصلحة المواطن لا غير، و هم فئة المواطنين الذين تجمعهم مصلحة واحدة هي بناء الوطن و خدمته عكس المجتمع المتحزب و إن كان يشترك في الفكرة ألأخيرة أي بناء الوطن و خدمته و الدفاع عن التراب لوطني و وحدته غير ان المناضل قد يجد نفقسه مقيدا بقوانين الحزب الذي ينتمي اليه
، هذه وجهة نظري و ربما يكون تصوري للمجتمع المدني "خاطئ" و من أجل هذا نحن هنا لنتبادل ألأفكار و الرؤى حول ما يصلح لديننا و أمتنا
أرجو أن أكون قد أقنعتكَ

إضافة/
إن ما نلاحظه في المجتمع المدني و الجمعيات التي تتركب منه هو أن أعضاؤها منخرطون في الأحزاب السياسية و من هنا فقدنا هذا المفهوم ، لأنه بالمقارنة بين المجتمع المتحزب و المجتمع المدني نجد أن ألأول مثل ذلك المنتمي الى مؤسسة عسكرية له بطاقة عسكري و الشيئ نفسه بالنسبة للمتحزب فهو يختلف عن المدني ببطاقة المنخرط في الحزب
و يبقى القاسم المشترك بين المدتمع المدني و المجتمع العسكري و المجتمع المتحزب هو أن جميعهم يشتركون في بطاقة واحدة هي بطاقة الهوية الجزائرية و الخريطة التي تضمه و مبادئ يتفقون عليها و هي اللغة و الدين

» المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات و إدمانها يدعو المجتمع المدني إلى المساهمة في التصدي له
» تنظيمات "المجتمع المدني" و التسامح مع " الآخر"
» حل عدم ظهور الملفات التي في USB بسبب الفيروسات
» السياسة طريق الى السلطة
» بعض انواع الشخصيات قي المجتمع